كثيرا ما فاجأنا القائد محمد ولد عبد العزيز بتصوراته النوعية وأفكاره التي لا تترك للشك مكانا ولا للتردد فرصة , بوضعه الأمور في نصابها لأنه من برى القوس التي بيده , ليخرس المتقولين وصناع الشائعات ورواد العبث وهواة الفوضى و...
لا يزال الحوار الوطني الشامل متواصلا للأسبوع الثالث،بعد أن تم تمديده للمرة الثانية. وقد تطرق المشاركون فيه لجميع المقترحات الواردة في ورقة الحوار فأشبعوها درسا وتمحيصا، وعرضوا فيها آراءهم بمنتهى الجراءة، وفي جو من الحرية منقطع النظير. وها أنا ألخص لكم ملاحظاتي على ما جرى:
في تمام الساعة الثانية والنصف ظهرا من يوم الجمعة 16/ 10/ 03 اكتظت أفخر قاعات مستشفى فالدي غراس ـ باريس بجموع المودعين، موريتانيين من جميع أجناس وجهات وأطياف الوطن البعيد، وأجانب من مختلف الدول والملل والنحل، جاؤوا ليشيعوا رجلا عظيما رحل بالأمس؛ ألا وهو الرئيس المختار ابن داداه.
الذي يتتبع سقطاتنا سواء على المستوى الشعبي في دائرة المدنية أو المستوى الرسمي على المستوى الحكومي لا بد أن يخلص إلى أننا ما زلنا رغم مرور ست و خمسين سنة بعيدين بمئات السنوات الضوئية عن أسوار الدولة القانونية التي يغلب فيها المد التعاملي الجماعي التكاملي المتمدن على التوجه الفردي الأناني الغالب و المستوحى
تدوينة : خوف البعض من مواجهة الحقيقة وإصراره على المكابرة في الدفاع عن مواقف لا يمكن الدفاع عنها لا يضاهيه أحيانا إلا التنكر المفضوح للمقاومة المسلحة للاستعمار التي حمت المقاومة الثقافية وأججت لهيبها.....
لعل من محاسن الحوار الجاري هذه الأيام بين أطياف واسعة من الشعب الموريتاني أنه تجاوز التجاذبات السياسية حول المناصب العليا وإدارة وتسيير المرافق العمومية إلى الرموز الوطنية، متسائلا حول العلم والنشيد والشعار... لكن التساؤل توقف عند إعلان المواقف بين مؤيد لإعادة النظر في هذه الرموز ومتشبث بها تشبث الغريق بالقشة.
في الوقت الذي يفتقد الميدان الشعبي لحراك الأحزاب و فعاليتها تضج مسامع أفراد الأمة و متابعو الأوساط المهتمة و الإعلامية ببيانات و إعلانات و خطابات زعامات و قيادات هذه الأحزاب و غيرها من التنظيمات في المجتمع المدني نقابات و منظمات حقوقية و المستقلين؛ أصوات غاضبة، مستنكرة
"نكأ الجراح و كتابة فصول جديدة من التاريخ بمداد النوايا المتباينة"
إذا كان الحوار هو أرقى سمات التحضر الإنساني و أبرز علامات المدنية، فإنه كذلك منة عظمى على السياسة حيث تتنافس في خضمها و تتزاحم على اختلاف مشاربها و مناهجها و خطاباتها و فلسفاتها و رؤاها و إن توحدت في مجمل النهايات و منتهى الغايات إلى إعلان هدف بناء البلدان و إنصاف المواطنين