في الذكرى الخمسين لرحيل الزعيم جمال عبد الناصر

 

الاثنين  28   سبتمبر   1970

الاثنين  28   سبتمبر   2020

 

يقول الشيخ عدود:

ومدلةٍ بالحسن قلتُ لها: اقصري ::  إن الجمالَ جمالُ عبد الناصر

بطلٌ تفردَ مصُره في عـــــصره :: بجمالِه من بين كلِ معاصر

 

ويقول نزار:

زمانـك بستـانٌ .. وعصـركَ  أخضرُ :: وذكـراكَ ، عصـفورٌ مـن  القلب ينقرُ

ملأنا لك الأقــداحَ ، يا مــن  بِحُبّـه :: سكِـرنا ، كما الصـوفىّ بالله  يســكرُ

دخلت على تاريخنـا ذات ليلـةٍ ::  فرائحـةُ التاريـخ مسكٌ  وعنبـرُ

وكنت َ، فكـانت فى الحقـول  سنابلٌ :: وكانت عصــافير ٌ.. وكان صـنوبرُ

لمسْتَ أمانينا ، فصـارتْ  جداولاً :: وأمطـرتنا حبّـا ، ولا زلتَ تمطـرُ

 

ويقول محمود درويش:

نسير معك.. نجوع معك

وحين تموت..نحاول ألا نموت معك !

ولكن ، لماذا تموت بعيدا عن الماء

والنيل ملء يديك ؟

لماذا تموت بعيدا عن البرق

والبرق فى شفتيك ؟

وأنت وعدت القبائل

برحلة صيف من الجاهليةْ

وأنت وعدت السلاسل

بنار الزنود القويةْ

وأنت وعدت المقاتل

بمعركة .. ترجع القادسيةْ

 

ويقول الجواهرى:

أكبرت يومكَ أن يكون رثاء :: الخالدون عهدتهم أحياء

أَوَيُرزقون؟ أجل، وهذا رزقهم :: صنو الوجود وجاهة وثراء

صالوا الحياة، فقلت دَيْنٌ يقتضى :: والموت قيلَ فقلتُ كان وفاء

 

ويقول أحمد  عبد المعطي  حجازي:

هذا حصانك شارد في الأفق يبكى،

والمدائن في حديد الأسر تبكى .. والصفوف

تبكيك .. والدنيا ظلام !

لو كنت أعلم أن يوم الملتقى سيكون في ذاك النهار

لقنعت منك بزورة في كل عام، وارتضيت الانتظار

ها أنت في دارى، فمن للأرض والمدن الأسيرة،

والصغار

أمسك عليك حصانك الباكي وسيفك،

إن رحلة حبنا

ستكون حربا .. لا يقر لها قرار !........

 

ويقول حمد بن خليفة الفلاحي:

المرء يسعى والمنية أسرعُ ::  والدهر بينهما يسر ويفجع

قدر يسيره المهيمن حيثما يختاره لا حيثما نتوقع

يا أمة فجعت بفقد زعيمها :: وقوى الضلال لسلبها تتجمع

نفذ القضاء ولا مفر لكائن :: حي من الأمر الذي لا يدفع

لو كان يقبل عن جمال فدية :: لفدته أنفس يعرب والأدمع

لكن حكمة ربنا في خلقه :: للمؤمنين به دليل مقنع

واختار ربك ناصراً لجواره :: شأن الأمانة حينما تسترجع

يا أيها الإنسان لم ينل الألى ::  ما نلت من حب به تتمتع

 

****

الشيء بالشيء يذكر

 

وحدّث الكاتب اللبناني سمير عطا الله، عن رجل الأعمال اللبناني حكمت قصير، قال:

 

"كان مختار ولد داده محامي أعمالي في السنغال. فلما استقلت موريتانيا وأصبح رئيساً عليها، قررت الدول العربية، بناء لطلب من المغرب، عدم الاعتراف بها واعتبارها جزءاً من المغرب. واستعان ولد داده بموكله السابق وصديقه حكمت قصير. وقال له، إذا استطعنا إقناع جمال عبد الناصر بالاعتراف، يتغير الأمر.

 

جاء حكمت قصير إلى القاهرة والتقى وزير الإرشاد، محمد فايق. وأطلعه على مهمته. وقال له فايق، «لا أستطيع أن أعد بشيء. لكنني سأضع طلب الموعد على طاولة الرئيس». وفوجئ في اليوم التالي بتحديد موعد في الغد، الثامنة مساء، في منزل الرئيس. كان في انتظاره سامي شرف، مدير مكتب عبد الناصر، ومحمد فايق. وقاده فايق إلى غرفة الاستقبال وهو يحذره: تحدث في كل شيء، إلا موضوع موريتانيا. ثم تركه وحيداً وخرج.

 

بعد دقائق دخل عبد الناصر. رحَّب بالضيف بإيجاز ثم قال له مباشرة «ماذا يريد منا صاحبك ولد داده؟».

وردَّ الزائر: «لعل ما يريده صعب، سيادتك، وما عليَّ سوى البلاغ. انه يطلب اعتراف مصر بالجمهورية الجديدة، لأنها إذا اعترفت تبعها العالم العربي».

 

وفوجئ قصير بالرئيس المصري يقول له: «أنا جاهز للاعتراف. قل للمختار ولد داده أن يرسل إلينا وفداً رسمياً للتحادث في الأمر»،

وقال الوسيط: «لكن كيف نؤمن تأشيرات للوفد ومصر لا تعترف بالدولة الجديدة». رد رئيس مصر: «تعالوا في طائرة خاصة. وتعال أنت معاهم. وسوف يكون محمد فايق في استقبالكم في المطار».

 

ولاحظ عبد الناصر أمارات المفاجأة على وجه الضيف فقال له: «دعني أقول لك السر. لقد انفصلت سورية عن مصر قبل عشرين يوماً. وهذا أكد لي أن الوحدة لا يمكن أن تفرض على الناس من القمة. 

إما أن تنبع من القاعدة وإما بلاها. 

والحسن الثاني لا يستطيع أن يفرض وحدة من فوق».

 

كامل الود