الديمقراطية بين روح الشورى، ومقصد الشريعة / الحسن مولاي علي

سطرت، قبل غروب شمس اليوم (١٥سبتمبر )، خاطرة تذكر بأنه اليوم العالمي للديمقراطية؛ ثم تساءلت، مستنكرا، عما إذاكان بيننا(عربا) من يولي للموضوع أي اهتمام؟ بله الحفاوة بالذكرى؛
بين من تعاور الخاطرة بالتعليق، تسلل من حسم الامر، وألغى مشروعية التساؤل،:《مهما قيل فالديمقراطية لا علاقة لها بالشورى ولا يمكن التوفيق بينها ونصوص الشريعة الإسلامية》..!!
أبلغوه أن الشورى، وهي إحدى سمات المجتمع المسلم، وقد جاءت في السورة التي حملت إسمها، بين أبرز تلك السمات: الصلاة والزكاة، ومارسها النبي الموحى إليه، ونزل على رأي الاغلبية، مع انه يرى غيره؛ هذه السمة ماتت يوم لحق النبي بالرفيق الاعلى، ثم دفنت معه.
لقد غابت كليا أو غالبا، عن عهد الرشد والصلاح، في بيعة السقيفة، وكتاب ابي بكر، ولجنة عمر، ومقتل عثمان، وخروج الباغية، اما بين ذراري الطلقاء، فقد كان السيف فيل كل نزاع، امويا وعباسيا وعثمانيا، وهو ما يزال..ولا يحفظ التاريخ نموذجا للشورى في الامر في ذلك التاريخ الدامي!!
اما الديمقراطية السياسية الحديثة، فهي بعيدة كل البعد عن الوثنية الطائفية الإقصائية التي سنها فلاسفة اليونان، بل هي اقرب إلى روح الشورى، تعلمها الغرب من مدارسة فلاسفتهم وشعرائهم وحكماىهم، لكتاب الاسلام، ثم اخترعوا صيغا لتعميمها، هي فتح الفتوح، ثم قدموها للعالم كافضل وسيلة عرفها البشر للتداول وتناوب الحكم، بلا دماء ولا دموع..!!
أما الشريعة الإسلامية، فهي الحكم بما انزل الله من الحق والخير والعدل والقسط، وعبادة الله وطاعته وحده لا شريك له، والبراءة من القتلة والظلمة والطواغيت والفراعين، وجلب المنفعة ودرء المضرة عن الإنسان، ليفرغ لمهمته في علادة الله وعمارة الارض..
علموه ان الديمقراطية العادلة الراشدة المصونة عن المظالم، هي روح الشورى، وان الشريعة الإسلامية الغراء جاءت ليقوم الناس بالقسط، ولا قسط مع الاستعباد والاستبداد.