وزير الثقافة والصناعة التقليدية والعلاقات مع البرلمان ورئيس دائرة الثقافة بالشارقة يشرفان على افتتاح الدورة الخامسة من مهرجان نواكشوط للشعر العربي

أشرف وزير الثقافة والصناعة التقليدية والعلاقات مع البرلمان معالي الدكتور سيدي محمد ولد الغابر وسعادة الأستاذ عبد الله محمد العويس رئيس دائرة الثقافة بالشارقة صباح اليوم (الثلاثاء) بقصر المؤتمرات بالعاصمة نواكشوط على افتتاح الدورة الخامسة من "مهرجان نواكشوط للشعر العربي" التي ينظمها "بيت الشعر – نواكشوط" وتستمر ثلاثة أيام، ويشارك فيها عشرات الشعراء والباحثين والإعلاميين.
وجرى حفل الافتتاح وسط حضور رسمي وثقافي كبير.
وفي خطاب افتتاح المهرجان، قال وزير الثقافة معالي الدكتور سيدي محمد ولد الغابر "نلتقي اليوم في النسخة الخامسة من مهرجان بيت الشعر في بلاد المليون شاعر، حيث الأمة المسكونة بعشق القريض والقوافي والشعب المدلل للغة الضاد، المفتون بسحر البيان وروعة الكلم، نلتقي على ضفاف العطاء الإبداعي الأخاذ، لنعزز معا أركان بنيان ثقافي أدبي، ضرب أطنابه في أرض الرباط والمنارة وسقت جذوره غوادي العناية الرسمية منا، ومن حكومة الشارقة بالإمارات العربية الشقيقة، في تجسيد عملي لعلاقات ود أخوي، نسج وشائجها السلف ورعى أواصرها الخلف".
وأضاف الوزير "نحيي هذا الفعل الأدبي اليوم وبلادنا تشهد بواكير نهضة ثقافية شاملة تستمد مرجعتيها من برنامج "تعهداتي" لفخامة رئيس الجمهورية محمد ولد الشيخ الغزواني وفي هذا الصدد عمل قطانا بإشراف مباشر من معالي الوزير الأول المهندس إسماعيل ولد بده ولد الشيخ سيديا على إطلاق باقة إصلاحات طالت جميع مجالات الأدب، والسينما، والمسرح، والفنون الجميلة في بعض جوانبها"، بالإضافة إلى محاولة إيجاد أرضية تضمن انطلاقة موفقة وسليمة لقافلة العطاء والإبداع".
وقال الوزير "يليق بنا وبحق الفخر بمستوى العلاقات الثنائية الوطيدة، التي تجمع الجمهورية الإسلامية الموريتانية ودولة الامارات العربية المتحدة الشقيقة في شتى المجالات، السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية، وليس لقاؤنا اليوم إلا دليلا على متانة وعمق وجدية تلك الروابط التي تفيأ ظلالها الشعبان الموريتاني والإماراتي طيلة عقود خلت، في كنف المحبة والتآخي والتاريخ المشترك".
وأعرب وزير الثقافة عن ترحيبه "بوفد حكومة الشارقة الذي يزور بلادنا هذه الأيام، برئاسة سعادة عبد الله محمد العويس رئيس دائرة الثقافة، متمنيا له ولهم مقاما سعيدا بين ظهرانينا"، مضيفا "أنتهز فرصة وجودهم معنا لأتقدم من خلالهم بجزيل الشكر وعظيم الامتنان لصاحب السمو الشيخ الدكتور بن محمد القاسمي حاكم الشارقة، على الدعم القيم الذي تقدمه دائرة الثقافة بحكومة الشارقة لسدنة الكلمة والحرف في بلادنا، مؤكدا استعداد قطاع الثقافة والصناعة التقليدية والعلاقات مع البرلمان لعمل كل ما من شأنه تعزيز وتطوير العلاقات الثنائية في شتى المجالات ذات الصلة بالشأن الثقافي".
أما سعادة عبد الله العويس رئيس دائرة الثقافة بالشارقة فقد أكد خلال كلمته في حفل الافتتاح نجاح تجربة بيت الشعر في نواكشوط وأهمية مهرجان نواكشوط للشعر العربي.
وقال "باعتزاز كبير وبسعادة غامرة، نحتفل اليوم بانطلاقة الدورة الخامسة من مهرجان نواكشوط للشعر العربي الذي ينظمه بيت الشعر، في مناسبة متجددة، تعبر عن عمق العلاقات الأخوية بين دولة الإمارات العربية المتحدة، والجمهورية الإسلامية الموريتانية التي أرست قواعدها القيادة الرشيدة للبلدين.
وأضاف "لقد كانت السنوات الخمس الماضية مليئة بالأنشطة الثقافية والأدبية، وكان الشعر حاضرا بجماله وألقه، تبارى شعراء شنقيط في ميدانه وحقوله الخصبة، أثروا خلالها الساحة الشعرية في موريتانيا بالقوافي والجمل الشعرية وبديع بيانه، ونتج عن هذا الحراك الثقافي حصاد شعري محل اعتزاز وتقدير، ولقد تردد الشعراء وجمهور الشعر على بيت الشعر في نواكشوط وبحضور رفيع، مؤكدين على أهمية القصيدة العربية ودورها الحيوي والتنويري في المجتمعات، وما كان لنجاح مهمة بيت الشعر في أداء مهماته لولا التعاون البناء بينه وبين المؤسسات الرسمية والأهلية في موريتانيا.
كما أن إسهام الشعراء والأدباء في أنشطة بيت الشعر كان له الأثر المحمود على الساحة الثقافية، في تأكيد جديد على أهمية مبادرة إنشاء بيوت الشعر في الوطن العربي.
وأتشرف في هذه المناسبة أن أنقل لكم تحيات صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى للاتحاد حاكم الشارقة، متمنيا لكم دوام النجاح والتوفيق".
وكان الأستاذ الدكتور عبد الله السيد مدير بيت الشعر - نواكشوط، قد ألقى كلمة بالمناسبة، خاطب من خلال الحضور قائلا " اسمحوا لي في البداية أن أرحب باسمكم، باسم هذه الأرض بشرها وحجرها بوفد الشارقة الموقر برئاسة سعادة عبد الله محمد العويس رئيس دائرة الثقافة، وعضوية الأستاذ محمد القصير مدير الشؤون الثقافية بالدائرة، والشاعر المبدع محمد البريكي مدير بيت الشعر في الشارقة، والوفد الإعلامي المرافق".
وقال "إنه لمن دواعي السرور أن يتزامن انعقاد الدورة الخامسة من مهرجان نواكشوط للشعر العربي مع تعزيز علاقات التعاون بين موريتانيا والإمارات بفضل نتائج الزيارة الميمونة التي قام بها مؤخرا صاحب الفخامة محمد ولد الشيخ الغزواني رئيس الجمهورية إلى دولة الإمارات العربية المتحدة، في إطار جهوده الدؤوبة لخلق آليات تمكن من تحريك عجلة التنمية الوطنية، ضمن رؤيته التي تضمنها برنامجه (تعهداتي)، ذلك البرنامج الذي تسعى حكومة معالي الوزير الأول المهندس إسماعيل ولد بده ولد الشيخ سيديا إلى تنفيذه.
وضمن العلاقات البناءة بين البلدين الشقيقين لم يتأخر بذل إمارة الشارقة؛ فبتوجيهات من صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة اعتنت الدوائر المختلفة بهذا الشعب على مستوى التشغيل، والاعتناء بمبدعيه، والاهتمام بأحواله، وطباعة إبداعه، وتجلت ثمرات ذلك في مشاريع ملموسة منها إنشاء "بيت الشعر – نواكشوط" ليكون ثاني بيوت الشعر العربي التي تأسست خارج الشارقة ضمن مبادرة بيوت الشعر الرامية  إلى  تطوير هذا الفن، ودعم المتعاطين له ماديا ومعنويا، وخلق آليات للتواصل بينهم، وتوثيق إبداعهم، والعناية بلغتهم، وخلق منابر للشباب تشجعهم على الإبداع في الفنون الجميلة منبع القيم الصادقة النبيلة، فيبتعدوا بذلك عن ثقافة الغلو والتطرف، وينشغلوا في خدمة الإنسان".
وقال "بمتابعة مباشرة من سعادة رئيس دائرة الثقافة بحكومة الشارقة الأستاذ عبد الله محمد العويس والإدارات المختلفة لدائرته تمكنا في "بيت الشعر- نواكشوط"؛ من تنفيذ برنامجنا الشهرية والسنوية؛ المتمثلة في إرساء تقليد دورية العمل الثقافي كل أسبوعين على أقل تقدير، وخلق دورات تكوين وتأطير للشعراء الشباب، والعمل على طباعة الدواوين الشعرية والدراسات النقدية والفكرية، وتوثيق الإبداع؛ بالإضافة إلى مهرجاننا السنوي الذي تشرفوننا اليوم بحضور افتتاحه نسخته الخامسة".
وقال ولد السيد "ما كنا لننجح لولا الاحتضان الرسمي والشعبي الذي استقبلنا به هذا المجتمع؛ فلسلطاته العمومية والجهوية تقديرنا وعرفاننا بالجميل، ولشعرائه وكتابه وإعلامييه بالغ الشكر، فقد تفهموا أن رسالتنا تنصب على خدمة العمل الثقافي الذي يبحث فيما هو مشترك بين البشر من القيم الخالدة، فعزرونا ونصرونا؛ لذلك حققنا ما حققناه، وقصرنا عما قصرنا عنه هونا وسلاما ومحبة".
واختتم ولد السيد بقوله "لا يمكنني أن أنهي هذه الكلمة دون أن أخص بالشكر وزارة الثقافة والصناعة التقليدية والعلاقات مع البرلمان، وجهة نواكشوط، والسلطات العمومية والجهوية التي ذللت أمامنا كل العراقيل لإنجاح هذه النسخة من المهرجان. كما أشكر الشعراء والأساتذة الباحثين والطلبة والجمهور الذي تشجم عناء التنظيم والحضور".
   
بعد ذلك، قام وزير الثقافة والصناعة التقليدية والعلاقات مع البرلمان  معالي الدكتور سيدي محمد ولد الغابر وسعادة عبد الله العويس رئيس دائرة الثقافة بالشارقة ووالي نواكشوط الغربية بتسليم شهادات التكريم لثلاثة من أبرز الشعراء الموريتانيين المعاصرين هم: مباركة بنت البراء، محمد الحافظ ولد أحمدو، الشيخ ببان (أبو شجة).
وكان الحضور قد تابع فيلما وثائقيا استعرض حصيلة أنشطة بيت الشعر - نواكشوط خلال العام الماضي، وأعطى الفيلم صورة عن الدور الريادي الذي تقود به إمارة الشارقة في خدمة الثقافة العربية والشعر العربي، الذي يعد خط الثقافة العربية الأول في جميع العصور.
وكان الحضور قد استمع في مدخل قصر المؤتمرات إلى مقطوعات موسيقية، عزفتها فرقة "عماد/لبابة" وهي الفرقة الشهيرة بدورها في تحديث الأغنية الموريتانية.
هذا، ويشارك في نسخة المهرجان هذا العام أكثر من 12 شاعرا ينشدون في ثلاث جلسات، و5 باحثين يعالجون إشكالات الشعر الموريتاني الحديث، و5 إعلاميين يديرون الجلسات، و15 شاعرا ومثقفا وطالبا جامعيا في التنظيم والإعداد.
وتدوم فعالياته ثلاثة أيام تتخللها وصلات فنية، وقراءات شعرية، ومقاربات نقدية، وتوقيع جديد إصدارات البيت.
ويشار إلى أن فعاليات افتتاح المهرجان جرت بحضور عدد هام من النواب وممثلي السلطات العمومية والمحلية، وعدد كبير من الأدباء والشعراء والمثقفين والإعلاميين.
ومن الجانب الإماراتي، سعادة القائم بالأعمال بسفارة دولة الإمارة الإمارات العربية، ووفد الشارقة برئاسة سعادة عبد الله محمد العويس رئيس دائرة الثقافة، وعضوية الأستاذ محمد القصير مدير الشؤون الثقافية بالدائرة، والشاعر محمد البريكي مدير بيت الشعر في الشارقة، والوفد الإعلامي المرافق.