العلماء ورثة الأنبياء.. الشريف بونا

من المسلم به لدى الامي والمثقف أن للوارث فرض معلوم من تركة الموروث التي توزع على الورثة حسب ماهو مستحق لكل واحد منهم على حدة.
ومن العبارات المتداولة على نطاق واسع في مجتمعنا المسلم هذه العبارة ” العلماء ورثة الأنبياء”.. وهذه الورثة تتجلى في سعيهم لتحصيل العلم وتمسكهم به ورسوخهم فيه .
فالانبياء لم يورثوا دينارا ولا درهما، لكن ورثوا علما فمن اخذ منه اخذ بحظ وافر، ففضل العالم على العابد كفضل القمر على سائر النجوم ليلة البدر.
استحضرت هذه العبارة”العلماء ورثة الأنبياء” عندما سمعت بعض العامة والخاصة يقعون في أعراض العلماء الذين افتوا في نازلة المسئ ولد امخيطير بعد أن اجتهدوا وأبدى كل واحد منهم رأيه الخاص وموقف الشرع المعتمد في المذاهب حول عقاب المرتد ..
فخرجوا من اجتماعهم ونقاشهم الجاد للمضوع بأن هذا المسئ على نفسه اذا أعلن توبته على رؤوس الاشهاد المعبر عنها بوسائل الإعلام الرسمية تقبل توبته ويطلق سراحه..
فتحامل الكثير ممنهم دون أدنى مستوى من العلم على هؤلاء العلماء ووقعوا في اعراضهم وخونوهم في دينهم متجاهلين قول شيخ خليل “الردة كفر مسلم بفعل يقتضيه أو فعل يتضمنه” فما بالك بمن قال: ان العالم وسماه بالاسم منافق ، ومرتش ويبيع دينه بقطعة أرض او دريهمات..
نعم بالامس الذي هو أول جمعة بعد إعلان المسئ توبته على قناة الموريتانية صعد المنابر خطباء فسلقوا بالسنتهم الحداد العلماء والأئمة الذين أصدروا الفتوى حتى أن بعضهم قال انهم اصبحوا شركاء في الإثم للمسئ…
إننا للاسف في ظل هذه العولمة الجارفة لم يعد الكثير منا يميز بين الصالح من الكلام والطالح منه..فعلينا أن نقوم اعوجاجنا وان نهذب سلوكنا وان نحترم علماءنا وان نتذكر دائما قول الحق سبحانه وتعالى (ولا تقف ما ليس لك به علم إن السمع والبصر والفؤاد كل أولئك كان عنه مسؤلا)..
فهل من مدكر ..ياعبد الله ؟.