الصوابيون يعزون أسرة الرشيد ولد صالح

رحل فقيد الأمة الرشيد ولد صالح أحد رواد جيل الدفاع الوطني الأول عن هوية البلاد ولغتها، جيل تكونت ذخيرته الفكرية والمعرفية من ينابيع مجتمعنا الطبيعي، وجذوره الضاربة في الثقافة العربية الإسلامية، وتعاظمت تضحيات أفراده في ساحة العمل النضالي والسياسي لفرض استقلال البلاد الثقافي المنجز، ورفض استلابها الحضاري، في فترات مخاض مريرة، كان أهم داعم لهذا الجيل فيها بعد الله هو رؤية وحضور الخطاب التحرري المتوهج للثورة الناصرية العظيمة، التي نثرت وشاحها على كل ثوار الوطن العربي وحركات التحرر في العالم، وبها استعان كل النازعين للتخلص من بطش وهيمنة الامبريالية العالمية، وحقدها وممارساتها المذلة للإنسان على كل المستويات.
وكما ساهم الفقيد في معركة النضال التحرري لمجتمعه ساهم بفعالية في وضع رؤية رصينة لكتابة تاريخ بلده الثقافي من خلال جهده المعرفي وعمله البيداغوجي الذي استحضر في كل منهما المشاعر والقيم وكافة المرجعيات، قبل أن ينزوي بنفسه ومعاناته الذاتية، يتأمل بصبر وجلادة كيف تسير الخطوات المأساوية سريعا بين الميلاد والموت، تسير مليئة بانزلاق المجتمع وانعطاف نخبه وفرارها الجماعي نحو الذبول والتخلي عن المرجعيات وأهداف الأمة وخطوط سيرها الكبرى.
رحم الله الفقيد وأمطر على روحه شآبيب الرحمة والغفران، وأحسن فيه العزاء لكل المناضلين والشرفاء داخل موريتانيا وخارجها، وألهم عائلته الصبر والسلوان.إنا لله وإنا إليه راجعون.