خزعبلات الإعلام القطري/سلطان حميد الجسمي

إنها حقاً خزعبلات، أن يتمثل الإعلام القطري بقناة كقناة الجزيرة لبث سمومه، قناة اجتمعت فيها قوى الشر كلها لنشر الفساد عبر دولة قطر،

تمد يداً لمصافحة جيرانها وتخفي يداً أخرى تحمل خنجراً غادراً. تاريخ إعلامي مخز مرتبط بنشر الشائعات المزيفة ودعم الجماعات المتطرفة وحركات التحريض على الشعوب العربية ضد حكوماتها ونشر الرسومات المسيئة لرموز الأمة العربية

والإسلامية، مصحوبة بتداعيات اختراق زائف لقنواتهم الإخبارية، يزعمون أن إعلامهم وجدان الشعب العربي وكان مقابل هذا الزعم والتزعم الواهم قتل وتهجير ملايين من الشعب العربي وخراب أوطانهم. منذ اندلاع ما يسمى «الربيع العربي» وانتشار الفوضى في معظم الدول العربية أغمد الإعلام القطري سيوفه في قلوب الشعوب العربية وبسرعة فائقة، بداية بتبني الصراخات المزيفة من بعض الناشطين الذين تركوا بصمة في قتل الأبرياء، ونهايةً بالتحريض المباشر ضد الدول وتشويه رموزها. إعلام بنى أساسه من التغذية على الفوضى والعنف والإرهاب، أموال ضخمة تدفع لصفقات التحريض والشائعات التي تدار من مكتب عزمي بشارة المرتبط بالدولة الصهيونية، إعلام همه الوحيد هو إنماء الحركات العنفية ضد الشعوب العربية، فلا قيمة للإنسانية لديهم غير أن يحرضوا في قنواتهم على دماء الشعوب وتفرقة الأوطان. خدم الإعلام القطري المنظمات والجماعات الإرهابية مثل «تنظيم القاعدة الإرهابي»، ونشر مقابلات لزعيمه أسامة بن لادن، ولا زال يدعم هذا التنظيم، وكذلك تنظيم داعش الإرهابي الذي لا يزال الإعلام القطري يسميه «تنظيم الدولة»، والتيارات المتطرفة في ليبيا وسوريا والعراق، وأيضا هو الأب الإعلامي للحوثيين في اليمن، وكل هذه الحصيلة من الدعم أمام مرأى من العالم وبدون شفافية الإعلام ولا نزاهة ولا حياد، ولا ننسى أنه الابن البار لجماعة الإخوان المسلمين في العالم، إعلام بني على دعم العنف والإرهاب. مزاعم الاختراق في الإعلام القطري في محطاته الإلكترونية لا تخدع حتى البسطاء، هذه المحطات هي لوحة التحكم التي عملت خصيصاً لمواجهة الاختراق بتقنيات عالية وجدار محمي من جميع «الهاكرز» العالميين، وكذلك مواقع التواصل الاجتماعي، إذ لكل موقع خاصية برقم سري خاص، ولا يستطيع أكبر «هاكر» في العالم اختراق جميع مواقع التواصل الاجتماعي التي يفوق عددها خمسة مواقع في وقت واحد ودفعة واحدة، وتقنياً مستحيل اختراق مواقع التواصل الاجتماعية العالمية مثل Google+ و Facebook وغيرها، وهذا الادعاء وللأسف الشديد أتى بعد الغضب الكبير من الشعوب العربية وخاصة مواطني مجلس التعاون من التصريحات القطرية، وتفادياً لقطع العلاقات مع دول مجلس التعاون. الإعلام القطري كلف شعوب المنطقة العربية دماء وتهجيراً بسبب عمليات التحريض الواسعة وزرع الشائعات، كلف السوريين أكثر من 15 مليون ضحية،بين قتلى وجرحى ومفقودين ومشردين ونازحين ومهجرين ولاجئين، هذا الإعلام الذي جعل منابره أبواقاً لزرع الفتن والشعارات المزيفة التي تحرض على الخروج إلى الشوارع ونشر الفوضى وزعزعة الأمن والاستقرار، ولا يخفى عليكم نصيب جمهورية مصر العربية من هذا الإعلام الغادر الذي طال محافظاتها، وحرض جماعة الإخوان المسلمين الإرهابية على شعب مصر الحبيب، ولدغ بسمه الإعلامي القاتل الشعب المصري، وجعل من نفسه محطة فضائية لنشر الأخبار المفبركة والمزيفة ضد مصر، وأيضاً لم يسلم من الإعلام القطري جيرانه وأشقاؤه وهم المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات بتسليطها الضوء المباشر والحاقد ضد رموزها وشعبها وجيشها بشكل دوري، ودفع أموال طائلة لمرتزقة إعلاميين لإهانتها وقذفها كما الحال في مقابلات الإرهابي يوسف القرضاوي وقذفه المباشر لدول الخليج. الإعلام القطري له علاقات وطيدة مع الدولة الصهيونية التي أقيمت على دولة فلسطين، حيث قام الصهيوني شمعون بيريز بزيارة رسمية لقناة الجزيرة وعمل شراكة قوية، من أهم أهدافها التغطية الإعلامية للدولة الصهيونية. من الأسف الشديد أن يلعب الإعلام القطري دور المتقلب في المنطقة، يرسم كاركاتيراً مسيئاً لرموز الأمة العربية والإسلامية، وبعدها يتراجع وينكر بشدة ويتأسف، الإساءة إلى رموز الأمة بتعمد وسخرية إن دل على شيء فإنما يدل على عدم قدرة دولة قطر على ضبط ومحاسبة المؤسسة الإعلامية على أقل تقدير. من المهم أن تستعمل الدول إعلامها لمصالحها ولمصالح المنطقة ونشر السلام والاستقرار، ولكن الإعلام القطري لم يستعمل هذه الخاصية، وتحديداً في ظل توتراته مع دول الخليج ومصر، ولم يستفد من الدروس ولم يتعظ. استطاع الإعلام القطري للأسف أن يشد بعض القراء والمتابعين بلبوس ظاهره شعارات مزيفة وخادعة وداخله سرطان إعلامي يزداد انتشاراً بالباطل والزيف، ويعود ذلك لما تشهده بعض الدول العربية من حروب ونزاعات، ما جعلتها أراضي إعلامية خصبة لانتشار الخزعبلات والتحريض والشائعات، ولكن الإعلام القطري خسر رصيداً كبيراً من شعبيته، وما زال في انحدار مواصلاً الطريق نحو الهاوية.

 

[email protected]