قصيدة رائعة في مدح خير البرية

أصدعْ بمدحك خير الخلق والرســل***محمدٍ صفوة الخــــلاّق في الأزل

رتِّله منطلقــــــــا نمِّقـــه مغتبطــــا***بلا تـــوان ولا ضعفٍ ولا خجــل

وتِــهْ به أبــــــداً عن كل غــانيةٍ***حسنــاءَ ترفل في وشي من الحلـل

وانشده في عرصات التيه قاطبة***واصعدْ به قمـم الجـوزاء أو زحـل

واسكبْ شفيف الرُّؤى من كل أغنيةٍ***نشــوا تبددُ مـــا بالنفس من علـل

واركبْ على صهوة الأشواق مُعتسفا***حـــــتى تحــطّ بربع ناعـــم خضل

هـــــــــاتـــيكَ روضته وذاك منبره***طــــاب المقـــــامُ بـــلا كــدٍ ولا مَلــل

وسِرْ إلــــى مكة الغــــراء مُبتهــلا***مهدَ الكرامة والإســـــلام والملــل

ومرِّغ الخـدَّ في أحضـــــانها جـذلا***بـــــلا عنــــــاء ولا حـدٍ ولا مهل

وانشدْ بهـا ملــة بيضاءَ نــــــاصعة***من الشـــــوائب والأدران والسُّبـل

واسكبْ بها عبرات الشوق من ولهٍ***وجداً بخير الورى المختار في الأزل

محمد سيد الأكـــــــوان قـــــاطبة***غـــــوث البرية يـــوم الـروع والوجـل

هـــو الشفيع الكـريم المستغــــاث به***يوم المهـــــانة والحرمــــــان والخجـل

هـــو النبي الحبيب المنتقـــــى أزلا***نافــــــي الغواية والإرجـــــاف والــدجـل

هــو الرســول الذي تُرجى شفـــاعته***يـوم القيـــــــامة والفرقــــــــــان والجــدل

هـــو العزيــــز وحـفظ الله يكلــــؤه***من المكـــــــائد والخــــــذلان والخطـــــل

هــو الحلـــيم الـذي يعفــو بــلا شبه***مــــدى الزمـــان بــــلا شكـــــل ولا مثـــل

هــو الكريـم الـذي يعطــي بـلا عــوض***حـــامي الخليقــة من زيــغ ومن زلـــل

مـــاذا أقــــول ومــــا عســى أنمِّقـــه***كيــف الثنـــاء على المحمــــود في الأزل

يــا خيـــر مــن سجــدت لله جبهتــه***وخيــر مـن عطـــــر التــــاريـخ بالمُثـــــل

وخيـــر مــن تمم الأخـــلاق من ذهــب***وجـهــــــا يشــــعُّ بنـــــور الله مُغتســل

يــا من سريت إلى الأقصى بـلا نصبٍ***حتــى بلغت سُقـــــوفَ المجـد والأمـــل

أنــــت النبـــي الــذي في الكــون شفّعـه***رب العبــــاد أمـــامَ الحــــادث الجلـــل

أنــت الشــفيع الــذي في الحشــر يرقبــه***كــل الخــــلائق مـن ذل ومـن وجـــل

فهــلْ لغيركَ أزجــي الشعـر من خلـدي؟***أمْ هل ســواكَ ليـوم الروع والخجــل؟

تبــا لغـــر ســــــــفيهٍ فـي غــوايتـــــه***يــرومُ عــرضك من طـــيش ومن زلـل!

سُــحقا لــــه مـن غـــويٍّ غــادر نـزغ***يهــذي بكــل مقـــال ســـــافل خطـــل..!

أيسـْــتهينُ بخيــر الرســـل قاطبــــة***حلـَّـــتْ عليـــه صــروفُ الدهـــر بالمحــل

ومزَّقتــه سيـــوف الهنــد مرهفـــة***تُرديــه فــي عرصــــات التيــــه والخبـــــل

وظــلَّ من نكبــات الـــدهر فــي كمــدٍ***علـى صــفيح من مـن الأحـزان والعلــل

ونــال مـن غمــرات الحــزن أفجعهــا***بـــــلا نصــــير ولا حُصــن ولا أمـــــل

هـذا جــزاؤك فــي الــدنيا وإنــك فــي***أخــرى العبـــاد لفــي غــم وفــي وجــل

يــا خيــر من بســطتْ في المحـل راحتــه***بحــرا من الــوهج القدســي منهمــل

هــذا خـــديمك فــي ذل وفــي عـــــوز***فكــنْ شـــفيعا لــه يــا أكــــرم الرســــل

نفســي فــداك ومــا أحويــه مــن أدبٍ***ومـن بيـــان ومـن نعت ومـن بـــــــــدل

أنــت الرســول الكــريم المصــطفى أزلا***غـوث البريـة يــوم الــروع والخجــل

صـــلى عليـك الـــــذي أعطــــاك نافلــة***مــن المكــــارم والأخـــــلاق والمُثــل

والآل والصــحب يــوم البــأس تغــبطهم***علــى الســماحة والإخــلاص والعمـل

بقلم/ المصطفى بن أمون بتاريخ:28/01/2017م

[email protected]