في اليوم العالمي للغة العربية مــن مظــاهــر الفصاحــة في اللهجــة الحســانيــة

...
من تجليات الفصاحة في اللسان الدارج الحساني (نسبة لقبائل بني حسان، اللهجة الموريتانية)، كثرة المفردات ذات الأصل الفصيح، ونطق معظم الحروف بطريقة سليمة مع ضعف أحياناً في مخارج بعضها مثل "الثاء".. ووجود معظم الظواهر الصوتية الفونوتيكية القديمة عند القبائل العربية، هذا زيادة على تصريف الفعل بشكل صرفي سليم غالباً، والنسبة دون لاحقة مساعدة مثل "ديالو" و"بتاعه" ومالتو" و"حقه".. فنقول: جمله، وكتابُه ولا نقول الجمل ديالو أو الكتاب بتاعو.. الخ.
ومنها أيضاً استخدام مفردات وتعبيرات كاملة فصيحة مع الحفاظ على فصاحتها في اللهجة دون إشكال، كقولنا: "نقول لك بلسان فصيح"" و"هذا حقيقة وحكماً"، و"في البحر عجبٌ وفي النساء عجبان".. الخ. وكذلك ورود مرويات فصيحة تماماً في المأثور الشعبي كالألغاز والأحاجي التي تمرّن بها أذهان الصبيان.. نقول في الأحاجي، بعد لازمة السؤال المسجوعة "حاجيتك ما جيتك" مثلاً: "صرنْقَعْ بْرَنْقَعْ في الرْكابي يَنقَعْ"، وحل هذا اللغز بحسب منطقتنا -على الأقل- في شرق موريتانيا أنه: "عَرَق الخيل". فصيغة هذه الأحجية من شبه البديهي تقريباً أن تكون فصيحة أصلاً وهي من قول الراجز القديم: "صَلَنْقَعٌ بَلَنْقَعُ.. وَسْطَ الرِّكابِ يَلْقَعُ".. وقس على ذلك صيغاً تعبيرية كثيرة أخرى دارجة في المرويات والسرديات أو ثاوية في أساليب ملفوظ المخيال الجمعي العام.