الأندية العسكرية.. حضور تاريخي في الدوري الموريتاني

تعد الأندية التابعة للمؤسسات العسكرية والأمنية، أحد الركائز الأساسية للدوري الموريتاني لكرة القدم، منذ عدة عقود.

وذلك منذ أن كانت الدولة توصي المؤسسات الوطنية، بإنشاء فرق رياضية تنافس على البطولات، لعل ذلك يساعد في تطوير اللعبة ونشرها في المجتمع.

سونلك والخطوط الجوية وموريتل واسنيم والحرس والشرطة والجيش وسوكوجيم والدرك والجمارك واس دي بي آ، كلها أندية كانت تابعة لإحدى المؤسسات الموريتانية، مدنية أو عسكرية.

وقد توج بعضها بالألقاب، وشارك باسم موريتانيا في دوري أبطال إفريقيا وكأس الكونفيدرالية، إلى جانب البطولات التابعة للاتحاد العربي لكرة القدم.

وخلال العقدين الآخرين، توارت كل الأندية التابعة للمؤسسات المدنية عن الأنظار، باستثناء اسنيم كانصادو، بينما بقيت الأندية العسكرية صامدة رغم معاناتها.

ديربي الداخلية

ومن أهم الأندية العسكرية التي صمدت في الدوري الموريتاني، الشرطة والحرس، وهما اللذان هيمنا على البطولات المحلية، قبل ظهور الثنائي القوي، تفرغ زينة ونواذيبو.

وخلال العقدين الأخيرين، ابتعد الفريقان عن المنافسة على لقب الدوري، وتراجعا لمراكز الوسط، بل ونزلا للدرجة الثانية.

لكنهما سرعان ما عادا لدوري الأضواء، ويُطلق على مواجهتهما ديربي وزارة الداخلية، الذي يعرف حضورا كبيرا من أنصار الطرفين.

ويختلف فريق الجيش الوطني عن الفرق الأخرى، فهو قلما يصمد في الدوري الممتاز أكثر من موسمين، قبل أن يهبط للقسم الثاني ويعود في الموسم الموالي، وهكذا.

ولم يكن أبدًا من الفرق التي تنافس على الفوز بلقب دوري الأضواء، لكنه يتوج بسهولة في الدرجة الثانية.

عودة الجمارك

أما الجمارك فقد غاب عن الدوري الموريتاني لمدة 30 سنة، وعاد قبل 3 أعوام للظهور في دوريات الدرجة الثانية والثالثة، وتدرج فيها حتى نجح في الوصول لدوري الأضواء، وقدم هذا الموسم أداءً مميزًا.

ومن خلال الصفقات التي أبرمها في الميركاتو الصيفي، يبدو أنه يطمح لمركز أفضل في الموسم المقبل.

الدرك غاب بدوره 20 سنة، وعاد العام الجاري بشكل مفاجئ، حيث استطاع القائمون عليه شراء فريق نادي العالم، الناشط بالقسم الثاني، وعينوا له المدرب حسن كامارا، وانتدبوا لاعبين جيدين، ما مكنه من التأهل للدرجة الممتازة.

وتسابق أندية العسكر للتواجد في الدوري الموريتاني، إذا تواصل بهذا الشكل، فقد يصل عددها إلى نصف فرق البطولة، إذا تمكن الجيش من العودة، وتأهل فريق أمن الطرق الذي تأسس قبل سنوات قليلة، وهو الآن ينافس في الدرجة الثانية.