روسيا..اكتشاف آثار جديدة لتوسعات قديمة

تسمح نتائج تحليل رؤوس السهام، التي استخدمت في حرب المئتي عام القديمة التي جرت في منطقة غابات وسهوب روسيا، بإمكانية تحديد مراحل توسع أحفاد الحضارات السكوثية.

ويشير بيان المكتب الإعلامي لمتحف ميدان كوليكوفو، إلى أن وفقا لعلماء الآثار في المتحف، تسمح رؤوس السهام المكتشفة بتحديد مراحل توسع أحفاد الحضارات السكوثية بدقة عالية من المناطق الوسطى لنهر الدون باتجاه الشمال في القرنين الأول والثالث ميلادي.

ووفقا لعلماء الآثار تعتبر رؤوس السهام أهم مصدر لإعادة بناء العمليات العسكرية القديمة. فمنذ البدء باستخدام السهام في العصر الحجري المتأخر قبل حوالي 15-20 ألف عام، تطورت تكنولوجيا رؤوس السهام ما يعكس احتياجات وتقاليد مختلف الحضارات. وأن رؤوس السهام التي عثر عليها في "ميدان كوليكوفو" تلقي الضوء على التوسع العسكري للقبائل السيثية في هذه المنطقة في القرون الأولى من عصرنا.

ويضيف العلماء، يمكن عمليا مشاهدة آثار هذه النزاعات على امتداد الحدود الجنوبية لمنطقة غابات القسم الأوروبي من روسيا. وخاصة في منطقة وسط مقاطعة تولا.

ويقول يفغيني ستولياروف، رئيس قسم الدراسات الأثرية في متحف "ميدان كوليكوفو"، "بدأت قبائل وسط الدون السيكثية، حركة نشطة إلى الشمال. وكانت هذه قبائل ذات تقاليد عسكرية متطورة، حيث تشير بعض الاكتشافات إلى مشاركة السارماتيين في هذه العمليات. نتيجة لذلك، نشأت مجموعة كاملة من الحضارات الجديدة في المنطقة الممتدة من نهر دنيستر إلى منطقة الفولغا الوسطى".

ومن بين الاكتشافات المثيرة للاهتمام، سهام في قاعدتها رأسين حادتين، من العصر الحديدي لدى القبائل السيكثية، وانتشرت على نطاق واسع في شرق أوروبا خلال القرن الأول الميلادي. وقد تأكد الباحثون أن هذه السهام صنعت في ورشات محلية، دمرتها العواصف والحرائق لاحقا.

ويقسم هذا النوع من رؤوس السهام إلى فئتين من ناحية تقنية صنعها وتعود لحضارتين مختلفتين. الفئة الأولى مشكلة بالطرق على قطعة حديد منفصلة، والثانية مقطوعة من لوح حديدي. وهذا التطور بالتكنولوجيا وفقا للعلماء، يعود إلى تبسيط عملية الإنتاج.

المصدر: نوفوستي