إكسبو 2020 "تواصل العقول-وصنع المستقبل"

الباب إشارة إلى المكان بمفرداته كافة،فهو واجهة تٌعرفنا بما يقع ورائه.الباب يفصح ويخفى،وهو محطة وصول إلى ما نريد زيارته واستكشافه ،الباب وضوح وأسرار لا حدود لها.بداية ونهاية .الباب ببساطة هو عالم لما وراء ذلك العالم الذى يثير شغفنا ومخيلتنا.الباب سؤال عن المخبوء والمتوقع وما ينتظرنا بداخل المكان .يبدأ العمران من الباب وتنفتح العين مستطلعة ما سيأتي متشوقة للمشهد المقبل .هكذا هو الباب فى كل الحكايات الكبرى .فى البيوت وفى المدن وحتى فى القلب والموروث الديني :باب الرجاء ،باب الرحمة،باب المغفرة،باب الرزق،باب التوبة .
فكل هذه الأفكار تراودنك وأنت فى الطريق إلى أكسبو دبي.فالبداية لابد أن تكون من الباب والذى يلخص بشكله وطريقة تصميمه الرؤية الكامنة خلف المعرض العالمي .فبوابة إكسبو دبي٠ بتصميمها ليست أداة فصل بين عالمين مختلفين أو تمهيدا لعالم آخر ستقع عليه أعيننا.فبوابة أكسبوليست لها مفاتيح ولا أقفال فيمكنك العبور بسلام وطمأنينة.
فبعد اجتياز الباب تجد نفسك فى قلب الحدث فى مركز المكان ،بين أجنحة الدول المشاركة ،لا تدرى من أيها تبدأ فأنت بين الفنون التشكيلية والشعبية، وصوت الموسيقى الجميلة الهادئة .ولا عين رأت ولا أذن سمعت.
لقد عبرت عدة مرات من هذه البوابة بوابة الإستدامه فإذا بى بين 190 جناح دوله .تتنافس فى جلب الزوار وإبراز حضارتها وتاريخها ومنتجاتها وابتكاراتها وانجازاتها واستشراف مستقبلها.فالأجنحة تعكس أنشطة الدول ،الاجتماعية والاقتصادية والثقافية.وتعكس هويتها وخصوصيتها.فكل ما عبرت من هذا الباب فإذا بى تلقائيا متجها إلى جناح موريتانيا (طريق البقرة) من أجل لقاء الناس والتعرف على تراثنا الغنى ونشاط جناحنا وحجم إقبال الناس عليه .ومقارنته مع أجنحة عدة دول زرتها مثل البرازيل ،أوزبكستان ،ساحل العاج ،جنوب إفريقيا ،قطر ،بلجيكا ،السعودية ،الكويت ،السنغال،فلاحظت أن تراثنا جميل وغني .والتواجد الفعلي والحضور ي لمعالى الوزيرة الناهه بنت مكناس وزيرة التجارة والصناعة والسياحة والصناعة التقليدية وسعادة السفير محمد ولد محمد راره ،والتى تولى اهتمام خاص لجناح من أجل مشاركة فعالة ومشرفه .
فمحتوى المعروض يعبر عن ذاتنا وثقافتنا وهويتنا العربية الصحراوية الإسلامية .ولكنى لم أرى الإفريقية .لقد أكتفت دولتنا بأن يٌمنَح لها جناح مثل كثير من الدول وهو عبارة عن غرفة أو غرفتين صغيرتين لعرض مقتنياتها. فكان بإمكانها مثل كثير من الدول النامية تصميم وتشييد جناح خاص بنا يبرز صورة جميلة ومشرقة عن موريتانيا .يعطى صورة حية عن الحياة فى موريتانيا فضلا عن التاريخ والثقافة والأنشطة الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية ،وعرضها عبر شاشات كبيرة ،عرض ماضينا منذ الإستقلال،حاضرنا، مستقبلنا ،صحرائنا، بحارنا ،سمكنا، معادننا،ذهبنا ،نحاسنا،زراعتها، شعبنا،رقصاتنا،عاداتنا ،بئتا.
لقد غاب المطبخ الموريتاني ،غاب الشاي فأغلب الأجنحة فيها مطاعم تبيع المأكولات المحلية للدول . غاب القطاع الخاص ورجال الأعمال الذين يتصيدون أموال الدولة والصفقات العمومية.غابت الشركات الكبرى ،مثل سنيم ،كينروس ، ساميا،صومك، شركات تسويق الصيد البحري.كان من المفروض أن يكون القطاع الخاص والعام هو الداعم والراعي الرسمي للمشاركة فى أكسبو دبي .
وهنا أطلب من الدولة إنشاء هيئة وطنية للمعارض ومشاركات الخارجية للدولة .ليس كل يوم فيه معرض دولي تتلاقى فيه جميع الدول.فكانت هذه من أهم الفرص المتاحه لنا للتعرف بنا.
رجاء : يرجى من القائمين على الجناح إرتداء الزي الخاص بأكسبو المخصص لهم مع البادج أو بطاقة التعريف لتمكين الزوار من معرفتهم والتوجه إليهم .
المحرر:سيد محمد ولد الكوري .دبي