حتى لاتغادر العقول الأجسام يافخامة الرئيس

إثر المصادقة علي قانون انشاء جائزة رئيس الجمهورية للفنون الجميلة …

باسمي فنان تشكيلي فاشل !

اود ان اتقدم الي فخامتكم بالشكر والتقدير والامتنان لهذا الاجراء التقديري لمجال سئم رواده كثيرا من التجاهل والتهميش!

حتي ظن الفنان التشكيلي الموريتاني انه مخالف لقوانين الطبيعة لما عرفه الجيل الذي انتسب له من ازدراء وعدم تقدير لحصيلة انتاجه الفني …من طرف الجهات الرسمية طيلة الخمسين سنة ماضية !

وكان للمجتمع نصيب الاسد في ضحض وتشويه المجال، حيث ذهب البعض الي الدخول من باب العقيدة والدين لتحريم الرسم والتشكيل في فتاوي مبنية علي التخويف والتخريف تجعل عقولنا الناعمة انذاك ترتجف وتهجر طريقا كانت معبدة وجاهزة بدل شق طريق جديد نحو المجهول !

مما أدي إلي وأدي الكثير من المواهب وهجرة اصحابها الي مجالات أخري والتطفل عليها من اجل كسب العيش …..فتموت الموهبة وتصعد روح الابداع الي بارئها مع الكثير من الاحلام

.!

فخامة الرئيس

لكم ان تتخيلو احساس ومستوي احباط الذين لم يوفقوا في انشاء طريق جديد بعد عدم تبني المجتمع والدولة لمواهبهم الفنية ! وممارسة الضغوط النفسية والعراقيل ضد تغذيتها في وقت كان فيه الفنان التشكيلي في مفترق طرق ولايحتاج الا لحاضنة تربوية اجتماعية تشجعه وتنير له الطريق حتي يستخرج معدن الابداع بداخله دون احكام مسبقة وامثال خرافية واهمال رسمي سحيق .!

فالفنان التشكيلي فخامة الرئيس

يولد بالمخ المناسب لطريقة التفكير والتصرف المناسبين لموهبته..ولا ينقصه الا التاطير والتحفيز لنهوض بها ..

ففي بلدي تؤد الموهبة علي حساب الطبقية والمكانة الاجتماعية كما تهجر من اجل الكسب والتكسب تحت تأثير الطموح في وامتلاك مكانة في المجتمع!

فخامة الرئيس

انني انقل اليكم احساس فنان تشكيلي مره بكل المراحل وقاوم كلما ذكر آنفا فاضطررت الي شق اقرب طريق لموهبتي مرتديا قناع العولمة والتكنولوجيا مما اضاع عشرين سنة من عمر ي عبر طريق الهندسة المعلوماتية لعلها تتقاطع مع الفنون الجميلة ….في احد ملتقيات الطرق …

فاعلم فخامة الرئيس

ان الفنان لا يحتاج لجائزة اكبر من التأطير والتشجيع وخلق إطار يطلق فيه عنان الابداع والانتاج ،

فخامة الرئيس ..

ان كل الفنانين التشكيليين الذين بدأت بهم الدولة الحديثة قصتها ……

هاجرو الي قطاعات لا تتقاطع مع مهوابهم ..

ولكن روح الابداع ستبقي في كيانهم حتي النهاية

.

فارجوا ان تتداركوا الامر وتتخذوا من قصتي عبرة ولا تتركوا من هم علي عتبة المجال دون إطار وتأطير حتي لا يتكرر المشهد وتهاجر العقول عن جسمها ….!

واقترح علي الوزارة الوصية ان تستدعي المحاربين القدماء من الفنانين التشكيليين والمسرحيين لاستعانة بهمم من اجل تخريج وتأطير جيلا محصنا ضد ما تعرض له الجيل السابق من التفشيل والاحباط !

وفي الاخير

ارجوا ان يرد بعض الاعتبار لهولاء بتكوين لجنة تحكيم منهم من اجل تصفية واختيار من يستحق هذه الجائزة التي

هرمنا من اجل تقديمها .!

تحياتي

المهندس احمد ولد اعمر