الفاتح سبتمبر..مسار أُمٌة / النجاح بنت محمذفال

 

في يوم الفاتح من سبتمبر كان المشروع القومي بحاجة إلي من يؤازر الزعيم القومي جمال عبد الناصر.. وكان التاريخ بحاجة إلي شموع تضيء سماء ليبيا ..

..وبزغ النجم العصي علي الافول،  لم يكن كاي نجم خافت ..بل لقدعم الضياء وامتد نور الثورة الليبية بإلهام عمر المختار وصدى عبد الناصر .. 

ماكان ذلك ليرضي مستعمرين لهم عدة رقصات يمارسونها لاعلي أنغام الموسقي بل علي انين المحرومين حرية وطن وامتلاك سيادة لايرونها حقا إلا عندما تكون علي ارضهم وعلي نغمات تداعب أحلامهم ....احلام يجب ان لاتمتد لغيرهم .. بل علي غيرهم أن يستنير بالغسق وياكل الدجي ثلجا  ويغيِّب سكون السَحَر من أحلامه ..

اطل الفاتح وكان فعلا عظيما 

طاول النجوم وتعالي مغردا باحلام الثورة الناصرية ..

كان بمثابة إعلان حرب علي غسق الاستعمار وليل التخلف ..لكنه تيتم !

مات جمال  ولم ييئس اليتيم الكبير البالغ اشده ..

بل انبري ! كانت ليبيا مأوي لجميعا الشادين بالتحرر والانعتاق وكانت عتمتة الاستعمار تكاد تحجب الانوار الليبية 

كان القذافي احيانا يعرض منح الطلاب ولكن الحكومات الخاضعة للعتمة لم تكن لتقبل ..إنها تفضل الجهل علي القادمين من ليبيا ..هكذا كان لسان حالهم !

كان يوم 19نوفمبر  1977 كافيا لأنهاء المشروع الناصري في في مصر حيث ازدرد انور السادات كل مكاسب الثورة الناصرية بمافيها مكاسب حرب اكتوبر وسلم نفسه لاسرائيل بوقاحة العميل الذي يمم وجهه يمنة ويسرة لكنه لمح غياب كل الفرسان 

ولم ينتبه إلي ان القذافي مازال ذلك المغوار الثابت 

كافح القذافي ضد عمالة السادات وأسس إلي جانب صدام ماعرف في ذلك الوقت بجبهة الصمود التي عرقلت كثيرا من منعطفات العتمة الاستعمارية ..

لكن سنة 1986 كانت كافية ليدرك الكل ان الاستعمار والصهيونية لايريدون جمالا آخر وأنهم مستعدون لألف عدوان ثلاثي مقابل تفوقهم وضعف الآخرين، وفي ازدراء لكل الاعراف والمواثيق التي أسسوها  قام الطيران الأمريكي بانتهاك الاجواء الليبية في عملية عدوانية ضد الرئاسة الليبية 1986

لم تتلق من الإدانة والشجب مايكفي من قبل النظام الرسمي العربي الذي كان في سباته الازلي خاصة بعد غياب ملهمه جمال 

ثم تلاحقت الازمات علي القذافي اليتيم الكبير فكانت عملية لو كربي من أقسي ماواجهته حيث وجد فيها العدو مايمكنه من الرقص الصاخب علي مقابر الحلم الكبير 

تم حصار ليبيا الذي كان بمثابة انتكاسة اختزل فيها القذافي المواقف في موقف النظام العربي الرسمي وماكان له ان يفعل !

تعرض الاقتصاد الليبي للشلل وكذا دبلوماسية ليبيا وانتعش الحلم الصهيوني الذي أفاق علي اتفاقيات أوسلو التي آلت إلي ماآلت إليه ..حيث غاب عنها كبار مؤيدي القضية ..فكانت ليبيا محاصرة والعراق خارجة من عدوان 1991 إلي حصار ظالم استمر حتي غزاها العالم 2003

كانت اتفاقيات أوسلو بمثابة زواج غاب فيه اولياء الامور وكانت النتائج هي ..هي 

 

لم تكد عمليات الحادي عشر 2002لتاخذ مجراها في احتلال افغانستان والعراق حتي بدأ النظام العالمي الجديد يأوي ليبيا المشلولة بافعاله القبيحة وبدا واضحا ان الكبير بدايهرم ولاعقب له علي مستوي النظام العربي الرسمي 

امر كان علي الشعب الليبي أن يتلق الكثير من عذاباته حيث ورث مساوىء الحكم الفردي مع تركة الحصار الظالم 

فلبي نداء الربيع العربي 2011حيث حاول عبثا الاستفادة من مكاسب سياسية أهمها كتابة دستور تعددي ....لكن الشيخ الهرام افتقد نور البصيرة تحت وطأة الاعتداءات المتكررة والخذلان الجارح ! 

فغاب القذافي يوم 20 نوفمبر 2011 تحت قصف عنيف قام به حلف شمال الأطلسي ضمن مسار الربيع العربي الذي الهم الكثيرين والذي تظاهرت القوي العظمي بدعمه !  "دعم ظاهره فيه الرحمة وباطنه من قبله العذاب "  ليكشف غيابه عن عدة حقائق :

- أن حصار العراق وليبيا  واحتلال كل منهما ناتج عن خلل عميق في بنية الدولة القومية ذات السيادة المرتبطة براية وتصورات الفرد 

- أن اعداء الامة العربية مصممين علي أن تظل السيادة والكرامة خارج رقعتها الارضية سواء كان هؤلاء الاعداء ممثلين في الجار التركي والإيراني  او ممثلين في آمريكا واوربا 

- ان الحكم الفردي لايبلغ بالامم اسمي الغايات حتي وإن أجزل العطاء يوما