رفيقين يكرسان أشهر طلاق في الدولة الحديثة

لوكان في أرشيفنا المتداول -على الأقل- صور للزعيم أبي الأمة المختار ولد داداه ألبسه الله ثوب الرضوان وهو يأكل القديد في قلعة ولاته مسجونا. أو لرئيسي الدولة الأسبقين الذين أسقطاه وسجناه، المشمول برحمة الله المصطفى ولد محمد السالك وخلفه محمد خونه ولد هيداله؛ الأول في زنزانته الضيقة، والأخير في سجنه الطويل حيث كان المختار هناك؛ لعرفنا أن الرئيس الأسبق محمد ولد عبد العزيز محظوظ حتى الآن.

لأنه يأكل الطعام ويمشي في الأسواق ويصور مشيته ويناضل ضد من اتهموه لا ضد من أسقطوه.

الرجل ضابط في قوة المشاة مواظب على الرياضة ويعشق البادية وبالكاد تجاوز الستين، والمسافة بين بيته وإدارة الأمن خبرها منذ مراهقته.

تهمني كثيرا مرافعاته ومرافعات دفاعه ومواجهته للتهم الحجة بالحجة؛ وأتعاطف معه كعزيز قوم ذل، وإن طلب مني المساعدة أو عنّ لي شيء منها دون طلب منه فله أن يعول علي دون إفراط ولا تفريط ودون مخالفة لقوانين الدولة التي قرر نيابة عني لأحد عشر ربيعا باسمها.

لكن معركته الإعلامية والسياسية -وإن كان يديرها بدهاء- ليست علامة الاستفهام الأكبر في البلد.

من حظ عزيز أنه لم يسقط بانقلاب عسكري ومن حظ صديقه غزواني أنه لم يسقطه بانقلاب عسكري لكن من سوء حظهما كليهما أن قطيعتهما هي أشهر طلاق في الدولة الوطنية بعد معارك الرفاق 78-84

الكاتب /