الذكرى الثانية والاربعين لرحيل فقيد الوطن : القائد الشهيد أحمد بن بوسيف

بدأ الزعيم احمد ولد بوسيف حياته المهنية معلما في أكجوجت 1957 ثم في تكانت سنتي 1958 و 1959 تم درس في كيفية سنة 1960 ليلتحق بالجيش بعد الإستقلال التام بسنة واحدة عكس ما يظن البعض فهو ليس من الدفعة الأولى من الضباط لكن بفضل شجاعته وذكائه و معاركه البطولية التي خاضها في حرب الصحراء استحق ترقيتين في الرتب العسكرية التحق بسببهما بمن سبقوه من الرعيل الأول من الضباط !
بعد نصره الشهير في معركة بنشاب والتي توفي فيها احد أهم قادة البوليساريو الزعيم الولي مصطفى السيد عين احمد ولد بوسيف قائدا لأركان الجيوش كمكافأة له على نصره الأسطوري آنذاك !
في هذه المعركة وحسب شهادة الضابط Diop Djibril. فإن القائد أحمد ولد بوسيف تصرف بكبرياء الفرسان ومروءة الابطال الشجعان حيث صان للخصم قدره حتى بعد موته ! ومن ذلك ان أحد صغار الضباط هو أول من وصل إلي جثمان الزعيم الولي وسلبه سلاحه فاسترجعه منه القائد أحمد ولد بوسيف قائلا له "سلاح القائد لا يحمله إلا قائد. l'arme d'un chef a un chef
"وأصر على حمله هو بنفسه من مكان المعركة قرب بنشاب إلى أن سلمه بيديه لقيادة الأركان في نواكشوط احتراما لمكانة الزعيم الولي ولرتبته وشجاعته وهذا تقليد معروف بين أشراف الفرسان عبر التاريخ !

بعد فترة ليست بالطويلة في نهاية 1977 تمت إقالته من قيادة الأركان بعد رفضه التام والقاطع المشاركة في الإنقلاب على المختار ولد داداه حيث اتصلت به بعض النخب المدنية عن طريق يحيى ولد منكوس تطلب منه الإنضمام للإنقلاب فرفض وحين يئسوا منه عملوا على إبعاده عن قيادة الأركان بعد ما أشاعوا أنه كان يدبر الانقلاب على المختار ليتم تعيينه على المنطقة العسكرية الأولى في النعمة ويعين مكانه المصطفى ولد محمد السالك لينفذوا انقلابهم بعد ذلك بأشهر قليلة .

بعد الانقلاب على الرئيس المختار رحمة الله عليه عرضوا عليه عضوية اللجنة العسكرية والحكومة فرفض عضوية اللجنة العسكرية وقبل عضوية الحكومة كوزير لقطاع الصيد الذي كان في تلك الفترة قطاعا ناشئا وهامشيا بل ومجهول المردودية والفائدة بالنسبة للكثيرين أنذاك لكن بعد توليه للوزارة أجرى أول إصلاح هيكلي في القطاع تم بموجبه إنشاء أول أسطول وطني للصيد وشركات وطنية للصيد بموجبها أصبح للدولة مداخيل من قطاع الصيد ولأول مرة .

بعد الخلافات التي نشبت بين نواة الانقلابيين اتصل به احد اجنحة الإنقلاب وتوصلوا معه إلى اتفاق أحدث تغيير 06 أبريل الذي أصبح فيه هو رئيسا للحكومة بكل الصلاحيات التنفيذية لرئيس الدولة .
كانت نظرة الزعيم أحمد ولد بوسيف لقضية الصحراء نظرة إستراتيجية وعقلانية بإمتياز حيث تمسك بالأهداف المعلنة للانقلاب من قضية الصحراء وكان يصر على التمسك بالحل الشامل في إطار الشرعية الدولية ويصر أيضا على التمسك بالأراضي التي توجد تحت سيطرة موريتانيا حتى الحل النهائي والشامل لقضية الصحراء مع الاعتراف الصريح أن لا مطلب لموريتانيا فيها ويصر في نفس الوقت على حل شامل يضمن لموريتانيا تنازل كل الأطراف لها عن منطقة لكويرة الحساسة استراتيجيا بالنسبة لاقتصادنا الوطني وحدودنا البحرية .

لا يمكن الحكم على فترة الرجل لقصرها لكنه حسب من عايشوه كان قمة في النبل والأخلاق والوطنية كانت شخصية الرجل القوية ونظرته الشاملة وتجربته الميدانية مبعث أمل لو استمر حكمه بدل سلسلة الإنقلابات التي توالت بعد رحيله .

يتميز الزعيم أحمد ولد بوسيف أنه الوحيد الذي قاد انقلابا ناجحا وهو في وظيفة مدنية كما انه بعد كل انقلاب كان يبيت الرئيس المنقلب عليه في السجن او المنفى وفي يوم 07 أبريل بات الرئيس المصطفى ولد السالك في القصر لكن من دون صلاحيات.
يتميز أيضا بأنه الرئيس العسكري الوحيد مع اعل ولد محمد فال الذي لم يشغل أبدا منصب المرافق العسكري للرئيس .

حادث رحيل الرجل -سقوط طائرته- كان لغزا حير الموريتانيين وإلى اليوم ولم ينل حقه من البحث والتمحيص مع مرور أربعة عقود على الحادث الأليم .
كمواطن موريتاني ومتابع للشأن العام ومهتم بتاريخ نشأة مشروع الدولة ما هي أرجح الفرضيات لديك ؟
هل تم اغتيال الرجل ؟ أم أن الحادث كان مجرد حادث عرضي ؟!

تغمد الله الشهيد أحمد ولد بوسيف بواسع رحمته واسكنه فسيح جناته

محمد ولد الدحان
**********
شهادتي للتاريخ بين يدي اللهً

كلما اعرفه هو اني كنت انا وأخيه لبيظ رحمه الله لا نفترق خلال الأسابيع التي سبقت الحادثة.
وكنا نتحرك في شوارع انواكشوط حتي الصباح وكاننا دورية أمنية.
وكنت اكرر دايما لرفيقي وصديقي لبيظ ابن بوسيف الاخ الأصغر لفقيد وشهيد وبطل آلامة احمد بن يوسيف ما يلي :
<<انا اخشي علي احمد من ان تحاك ضده مؤامرة ولن تكون انقلابا نظرا لتجذر الرجل في المجتمع ومتانته وصلابته. اخشي ان يغدر>> .
واذكر ان الليلة التي سبقت الحادثة كان هذا حديثي مع المرحوم لبيظ
انا لله وانا اليه راجعون
حسبنا الله ونعم الوكيل
محمد بن محمد الحسن بن جدو ول احمد

تغمدهما الله في جناته