بمناسبة صدور كتاب الرحلة المباركة للحاج البشير البرتلي، التي تعد حتى الآن أقدم رحلة مدونة انطلقت من الجزء الشرقي من بلاد شنقيط، ومن ولاتة بالتحديد، أهنئ كل الموريتانيين بهذا الإنجاز المتميز الذي يسهم في التعريف بأحد أقدم الآثار المدونة لهذه البلاد. وقد سعدت بالتعاون مع الباحث المصري المتميز
، الذي عثر على هذه الرحلة في مخطوطات عائلية تعود لجده، وأخذ على عاتقه مهمة دراستها وتحقيقها. وبما أن في الرحلة الكثير من الخصوصيات التي بعضها محلي ومن الصعب على باحث مفرد الإحاطة بها بإتقان، فقد فتح مشكورا باب التعاون في خدمتها ليأتي العمل أكثر دقة وإتقانا، فأسهمت فيها بحكم معرفتي بسياقها المحلي والتاريخي وما تعلق بحياة صاحبها، إلى جانب الأخ
من الجزائر الذي كان دوره مهما في قراءة النسخة الأولية من الرحلة واستجلاء أهميتها. وهكذا اضطلع كل منا الثلاثة بدور مهم، جعل العمل متميزا، ونال إعجاب المحكمين، لتقرر دار بريل الهولندية العريقة نشره، وهي – كما هو معروف - لا تنشر إلا الأعمال الرصينة.