يا معشر الناس، لقد حان وقت الاختبار"، هكذا قال جو بايدن الرئيس الأمريكي الجديد في خطاب تنصيبه يوم الأربعاء قبل أن يسرد الاختبارات التي تواجهها البلاد ويختتم بـ "دور أمريكا في العالم".
وبعض أصعب الأسئلة في هذا الاختبار تتعلق بمنطقة الشرق الأوسط.
ويهيمن على فريق جو بايدن أياد قديمة من إدارة أوباما تعود إلى المنطقة بتوجهات جديدة لإعادة النظر في القضايا القديمة.
وتنطوي أكبر تحدياتهم على سياسات ساعدوا بشكل شخصي في صياغتها، في مناطق باتت أسوأ بكثير مما سبق.
وتقول كيم غطاس، الزميلة المؤلفة لكتاب "الموجة السوداء" عن التنافس
السعودي الإيراني: "لقد تعلموا مما حدث من أخطاء في نهج إدارة أوباما تجاه الشرق الأوسط، قد يأخذون الأمور في
اتجاه مختلف لأنهم تعلموا من الأخطاء، ولأن المنطقة اليوم هي مختلفة للغاية".
وعلى رأس الملفات الخارجية التي تنتظر الإدارة الجديدة موضوع إيران، فقد انسحبت الولايات المتحدة من الاتفاق النووي التاريخي الذي أبرمته القوى العالمية عام 2015 وفرضت سلسلة عقوبات مدمرة خلال عهد الرئيس السابق دونالد ترامب.
كما أن هناك أيضا الحرب المدمرة في اليمن، والتي أيدها أوباما في البداية، جزئيا لتهدئة الغضب السعودي بشأن الاتفاق مع عدوتها اللدودة إيران.
وكانت ولاية الرئيس ترامب قد بدأت بالاختيار غير التقليدي للرياض كأول محطة في جولته الخارجية الأولى في مايو/آيار من عام 2017 حيث وقع صفقة أسلحة بقيمة 110 مليارات دولار ، وهي الأكبر في تاريخ الولايات المتحدة
ويعد التركيز على إعادة التواصل مع الحلفاء التقليديين القدامى بالفعل على رأس نقاط الحديث للفريق الجديد.
وتعهد أنتوني بلينكن، وزير الخارجية الأمريكي الجديد، خلال جلسة إقرار مجلس الشيوخ تعيينه في المنصب الجديد بأنه "من المهم للغاية التواصل مع حلفائنا وشركائنا في المنطقة بما في ذلك إسرائيل ودول الخليج"، وقد استمرت تلك الجلسة أكثر من 4 ساعات وركزت غالبا على إيران.
وشدد بلينكن، وهو أحد كبار مساعدي بايدن وأوباما منذ فترة طويلة، على أن اتفاقية جديدة يمكن أن تتتعامل مع "أنشطة إيران المزعزعة للاستقرار" في المنطقة بالإضافة إلى تطويرها للصواريخ الباليستية، وهما مصدار قلق إضافي للعديد من العواصم الغربية أيضا.
ومع ذلك، لن يرغب فريق بايدن في التخلي عن اتفاقية عام 2015 التي تعتبر قصة نجاح نادرة للدبلوماسية المتعددة الأطراف.