إن الأمة الحية هي التي تكتب تاريخ أبنائها وتعترف بجميلهم ،حقا مكتسبا ونكاية للعدو ، وتشجيعا لميزة الإيثار والتضحية ،
فالرجولة ثبات على المبادئ، ونصرة للدين، ودقات نبض الحق في وجه الباطل ،وصمام آمان على أبواب الفضيلة ،وشوكة في حلق الرذيلة وسيف مسلول على المستكبرين في عواصم الطغيان ، وقديما قيل: يكفي أن يكون في الصفّ الأمامي قلة قليلة من الرجال الأوفياء ليستقيم من عوج وتطمئن البقية على سلامة المسار .
ومع ذلك أتفق تماما مع سعادة السفير المختار ولد داهي عندما قال
.." مسني بعض الخوف عندما قرأت على صفحة النائب الوطني حقًا محمدبوي الشيخ محمد فاضل خبر تنظيم الوقفة "بميدان المطار القديم" شفقة من صعوبة ملء الميدان لكن ساكنة نواكشوط بددوا خوفي و هبوا فى حشد غير مسبوق" .
إلا أنني كنت أتوقع أن هذا النائب الغيور سينهض بهذه المهمة الحرجة والخطيرة التي لم أر شخصيا في الأفق أي جهة سياسية أو مستقلة كانت ستبادر وتخطط وتنفذ لعمل كهذا الذي أقدم عليه النائب محمد بوي الشيخ محمد فاضل من أجل أن تبقى راية الإسلام خفاقة في هذا الثغر الذي لم ينهض حتى الآن من كبوته التي أوقعه فيها الخصم القديم الجديد ، وهو ما يزيد من صعوبة المهمة .
لذلك فإن ماحصل اليوم من نجاح منقطع النظير في هذه الوقفة التي توحد فيها الشعب الموريتاني بجميع مكوناته وأطيافيه السياسية حتى تلاشت المسافات بين فرقائه يعد نتيجة لإرادة خلاقة تتحدى المستحيل وتتغذى بالإيمان والوطنية حتى أن بعض الكتاب والمدونين وصفوا ذلك بقولهم " يكفي موريتانيا للنهوض أنها أنجبت النائب محمد بوي ولد الشيخ محمد فاضل".