تُعتبر "المحظرة" بمثابة هوية للموريتانيين وجواز مرور طالما جاب به أجدادنا أنحاء المعمورة, يبينون دين الله تبيانا ,ويرفعون به إسم شنقيط عاليا.
لقد تصدر علماؤنا "المحظريون" مجالس العلم والمعرفة في الحجاز ومصر والمغرب والاستانة ,بل وصلوا الى عواصم أوروبا وناظروا خريجي الجامعات والمعاهد المتخصصة وتفوقوا عليهم ,كما طافوا بواسطتها أرجاء القارة الافريقية ,دعاة ينشرون علوم الشريعة ويعلمون القرآن ,حتى دخل معظم الشعوب الافريقية في دين الله أفواجا.
لهذا ,أنا فخورة جدا بكوني خريجة محظرة ...وفخورة جدا بهذا الدعم المادي والمعنوي الذي قدمه فخامة رئيس الجمهورية لهذا الصرح الكبير "جائزة المتون المحظرية" ,وأعاد به الاعتبار للمحظرة الشنقيطية بعدما هاجمها البعض ,وسخِر منها البعض ,معتبرا إياها سبب تخلفنا وتأخرنا عن الركب ,((كبُرَت كلمة تخرج من أفواههم ان يقولون الا كذبا))
إن أي موريتاني لا يفتخر بهذا الصرح ,لَمتنكر لهويته الثقافية والتاريخية ,عاق للآباء والاجداد ,متنكر لمجد تليد شكَّل وما يزال يُشكل الجزء الاكبر من أصالتنا وتاريخنا ومجدنا ,فبواسطة اللوح الخشبي والدواة والقلم وصل صيت الشناقطة الى شتى أنحاء المعمورة واحتل أبناؤها الصدارة في الجامعات والمجالس العلمية ,ناظروا بعلمهم الموسوعي ,المحظري علماء الازهر ,والزيتونه ,والقرويين ,والحرمين الشريفين ,فبزّوهم وتفوقوا عليهم ,مما جعلهم يقرون للشناقطة بالفضل والمعرفة ,وليس ولد اتلاميد ,ولمجيدري ,وولد ما يابى ,وولد اخطور عنا ببعيد.
ولا أدل على أهمية العلوم التي تدرس في المحاظر من ان أي طالب محظري اذا ما شارك في مسابقة من المسابقات أو أجرى امتحانا من الامتحانات سيكون في ترتيب الطلاب الأوائل وسيُبلي بلاء حسنا لن يستطع غيره مجاراته فيه ممن درسوا قبله بسنوات.
تعتبر الدراسة المحظرية ـ وباتفاق الجميع ـ بابا للفتح والابداع ومُعينا على تفتق الموهبة وصقلها ,والمحظرة بمثابة مصنع للرجال والنساء الاسوياء.
نعم!! ستظل صورة طفل موريتاني يحمل في يده لوحا وشيخا ذا وقار يفترش الا رض ,تؤثر فيَّ تأثيرا بالغا وتجلب لي سعادة لا أستطيع التعبير عنها.