محمد غدة ومواقفه الوطنية النبيلة

 

 

 

لاشك ان هذا الرجل الوطني الذي وقف كالطود  الشامخ بهامته العالية في وجه الظلم والطغيان. طيلة جثمان العشرية المنصرمة على صدور المواطنين.

وماتلى تلك الظرفية السياسية الحرجة من تداعيات وهزات عاصفة. فكان السيناتور محمد غدة من أول وهلة حامل لواء الرفض  ضمن المعارضة الوطنية الشريفة الى جانب أبناء البلد الخيرين وخاصة منهم الرئيس السابق اعل محمدفال رحمه الله، ورجل الاعمال الكريم محمد بن بوعماتو . هؤلاء الرجال البررة الذين كانوا ضمن طيف سياسي وطني عريض قد تصدروا المشهد في الساحة الوطنية طيلة النظام المنصرم.

.وعلى اثر تلك الازمة السياسية  الخانقة  ومانجم عنها من التداعيات مكلفة  تعرض في خضمها خاصة الرجل الشهم  محمد ولد غدة  لأنواع الظلم والمضايقات  والأستفزات غير المبررة. والتي كلفته معانات الزج به مرارا في أتون  السجن المؤلمة جراء مواقفه الوطنية و ماتخللها من رفضه الدائم للظلم والفساد الممنهج في البلد .فكان بذلك  في مقدمة جبهة الرفض الممانعة في وجه الحيف والإستبداد  واستغلال السلطة الجائر. حيث فكان دوما هذا الرجل العصامي ضحية قناعاته الراسخة ومواقفه الوطنية المشهودة. رغم عروض ا الإمتيازات والإغراءات المتكررة التي مافتئ النظام أنذاك يعرضها عليه بشكل غير مباشر من خلال بعض  رجال الاعمال وغيرهم من سماسرة السياسة في المجتمع والدولة

لكن قناعات السيناتور  الشهم ومبادئه الثابتة قد جعلته دوما يرفض الرشوة وبيع الضمير النابض بحب الوطن والإيمان بالقدر خيره وشره.الأمر الذي كلفه تباعا  الإعتقالات  خارج مسطرة القانون كما زج به مرارا في السجن شهورا عديدة  دون وجه حق  وهو صابر محتسب  كما تم التنصت على  مكالماته في هاتفه  ومراسلاته الخاصة  دون وجه قانوني كما صورت مذكراته وحاسوبه و لفقت له  انواع التهم الباطلة لا لذنب اقترفه في حق مسلم، سوى انه رجل وطني صادق مع نفسه وشعبه  وهو بطبيعة الحال معارض عنيد احرج النظام البائد بشجاعته وصرامته  وقوته بالحق. لكن السيناتور محمد غدة ظل كعادته واقفا صامدا  بهامته العاليةعصي على الانحناء كالطود الشامخ امام جبروت أجهزة الدولة العميقة  التي جندت كافة قوتها ووسائلها المتنفذة  ضده ظلما وعدوانا .وعلى ضوء ذلك كله اقول أمام التاريخ ان الشعب الموربتاني قد عرف هذا الرجل بصراحته وصدقه  في كل سانحة عابرة وقد تجلت  للشعب الموريتاني مواقفه الشجاعة  في مقابلته الأخيرة في( قناة شنقيط)  التي كانت خير دليل على نزاهته الفكرية وعلى شجاعته وشهامته وصراحته التي كلفته هي الأخرى مجددا كثيرا من الأستفزات الطائشة و غير المبررة من طرف بعض المشاغبين المتربصين به  في المجتمع.لكن الشعب الموريتاني  يعرف تماما بين الغث و السمين ويميزون بطبيعة الحال بين الفاسد والمصلح وبين الصالح والطالح. وبذلك يكون محمد قد صقلته التجربة وعاديات الزمن و ولازال  بفطنته وشهامته وشجاعته  وقلبه الذي ينبض بحب الخير مراعيا في حياته لمسؤولياته  وواعيا  بعقله الراجح  حجم التحديات الجسام التي يفرضها الواقع السياسي وعلى إثر ذلك الهرج قد باح بماعلمه الله  وماشاهده من ظلم و فساد نظام الرئيس السابق وزبانيته الفاسدة المتجبرة  التي نهبت على نطاق واسع اموال  الشعب حيث،  تركوه بلارحمة يعاني من ويلات ثالوث الجوع، والجهل، والمرض،

.ناهيك عن تنديده وشجبه الدائم   لأنواع صفقات  التراضى، و الفساد، والزبونية، التي مافتئ بحسن نية يشير البها في جميع كتاباته و مقابلاه 

 عبر وسائل الإعلام المرئية والمسموعة والمكتوبة .والتي كانت في الواقع هي  الشعاع المنير  والسبب الرئيسي  لتبني الجمعية الوطنية، للتفيش اللجنة البرلمانية

 .وخلاصة القول أقول عاليا ان السيناتور محمد غدة  رجل شهم شجاع عصي على الانحناء أمام  الباطل واهله. وعلى ذلك الدرب  عرفته ردحا من الزمن  فهو بطبعه رجل كريم أبي يأبى الخنا ويحب معالي الأمور رحيم بالفقراء والمساكين وصادق مع نفسه ومخلص لشعبه ووطنه هكذا عرفته وهكذا اقول عنه ماعلمني الله  فيه. وقد جسد تلك القيم والخصال الحميدة في مواقفه  المشهودة التي يعلم بها القاصي والداني من الشعب الموريتاني  وهي التي ميزته بطبيعة حال عن غيره من  رجالات السياسة والمهتمين بالشأن العام حيث كان ولازال محمد غدة قدوة للشعب الموريتاني في الإخلاص والوفاء  والجراة على البوح بكلمة الحق امام السلطان الجائر. ولن يضره فحيح الافاعي ولا اراجيف الافاكين ولا بهز الجبال هبوب الرياح   

قالوا قدبما لايحسد إلا زعيم... 

   قال تعالى في محكم كتابه العزيز...

 واما ما اينفع الناس فيمكث في الارض واما الزبد فيذهب جفاء

 

والله ولي التوفيق

----------

لحبيب ولد صمب السباعي

وجيه وناسط سياسي