لمحة في ذكرى وفاة ناصر: يوم لا ينسي في وجدان الشعب

القاهرة- (أ ش أ):

يعد الثامن والعشرون من سبتمبر يوما فى الوجدان والتاريخ السياسي المصري في مرحلة ما بعد ثورة ٢٣ يوليو، يتذكره الوجدان الشعبي وهو يوم رحيل الزعيم جمال عبد الناصر، الذي لاتزال ذكراه وكاريزمته نابضة حية في وجدان وضمير الشعب رغم مرور ٤٦ عاما على وفاته .

وتأتى ذكري وفاة ناصر لتحيي فى الذاكرة ذلك التوجه الإجتماعي والحس الشعبي والمكانة الدولية لمصر االثورة والذي كان فيه ناصر منحازا للكادحين وللطبقات الكادحة، إبنا الطين المصري ..فضلا عن مواقفه القوية في القضية الفلسطينية ومساندة حركات التحرر الأفريقية والآسيوية ، ثم خروجه من هزيمة 67 أقوى من الإنكسار، وخوضه حرب الاستنزاف، كل ذلك بعد ملحمة بناء السد العالي وتأميم قناة السويس والتي خلدته فى التاريخ.

وإذا كان المصريون لم يخرجوا إلي الشوارع بالملايين إلا فى مرات قليلة في العصر الحديث ،فقد كان معظمها في عهد ناصر ، تعبيرا عن حبهم وثقتهم به ، فقد خرج الشعب للمرة الأولى مؤيدا لقراره العظيم بتأميم قناة السويس ، ومؤيدا له ضد قوى الاستعمار والإمبريالية العالمية، وخرجوا من المسجد الأزهر بعد خطبته فى الأزهر ، داعيا جماهير مصر للقتال والثبات والجهاد فى سبيل الله ضد أعداء الله وأعدائنا فى أكتوبر 1956.

ثم خرجوا بالملايين عفويا يومي 10،9 يونيو 67 بعد النكسة العسكرية وقراره بالتنحي عن قيادة البلاد. رفضا للهزيمة وثقة بأنه رمز القيادة والثورة .. هاتفين بالحب والتأييد، مطالبين برجوعه عن التنحي.. مما أثبت تأييدا شعبيا كبيرا له بالرغم من النكسة العسكرية ليكمل مشوار إزالة أثار العدوان .

كما خرج المواطنين بالملايين عقب سماعهم خبر الوفاة لفقد الأب والرمز وليكون ذلك بمثابة أفضل إستفتاء شعبي لرئيس دولة .

لقد استطاع عبد الناصر أن يمثل أغلبية الشعب تمثيلا صادقا، وأن يدافع عن الأماني القومية دفاعا حقيقيا، فبات يمثل رمزا للحركة الوطنية المعاصرة، وبايعته عبر هذه الحركة أغلبية الشعوب بزعامة لم يحصل عليها من قبل أي زعيم آخر ، لا من حيث اتساع أفقها وشمولها من المحيط إلى الخليج ولا من حيث نوعيتها ، فزعامة عبدالناصر تختلف من حيث المادة التي تتركب منها، فهي تنبثق من الشعب بمجموع طبقاته وفئاته وأفكاره .