تداول بعض الإعلاميين تصريحات منسوبة لي، بشأن علاقة الفقراء بشراء قميص المنتخب الوطني، لم تكن على حالتها التي نشروها بها، ويهمني هنا احتراماً للجميع، وتقديراً لاهتمام الكثير من المواطنين الأعزاء بهذا الأمر أن أوضح الأمر التالي:
- لقد جاء حديثي في سياق الإجابة على سؤال لأحد الصحفيين، عندما قال ضمن سؤاله إن سعر قميص المنتخب الوطني غالٍ مقارنة مع إمكانيات الفقراء، فرددتُ عليه حرفياً بما يلي: "إن الفقراء ليسوا في موريتانيا وحدها، بل موجودون في كل دول العالم، ومع ذلك تباع أقمصة تلك الدول بأسعار تفوق الأسعار التي حددناها بالتوافق مع الشركة المصنعة لقميص المنتخب الوطني أضعاف المرات"، وأضفت حرفياً: أن "شراء القميص ليس مفروضاً لا على الغني ولا على الفقير"، فهو يبقى اختياراً. ولم تأت على لساني على الإطلاق عبارة أن "الفقراء ليسوا معنيين بشراء القميص"!! وكلامي مسجل ويمكن العودة إليه للتأكد منه ومن سياقه.
- بيد أني في إطار استرسالي في الإجابة، قلت إني أتمنى للفقراء أن يصبحوا أغنياء، ولا أظن ذلك إساءة، بل قلت حثاً على العمل وعدم الاستسلام إن على الفقراء أن يسعوا دائماً إلى أن يصبحوا أغنياء.
- هذا نص ومضمون حديثي، وخارجاً عنه، فمعاذَ الله أن أستهزئ بالفقير ولا بالغني، فأنا أعلم أن الغنى والفقر حالتان من قدر الله وتوزيع رزقه بين عباده، ولم يكونا يوماً معياراً أخلاقياً لتقييم الناس، فكيف لي أن أنظر نظرة استعلاء لغني على فقير؟!
- ثم إني من أشد المؤكدين على أن اللعبة التي أدير اتحادها هي لعبة الفقراء أساساً، والناجحون فيها أغلبهم قادمون من أحياء فقراء حول العالم، وبلادنا لم تكن استثناءً من ذلك، حيث أن عدداً من أبرز لاعبينا اليوم الذين صنعوا أمجادنا الكروية قادمون من أحياء فقيرة، ويسعدني كثيراً أنهم ساهموا في تغيير أوضاع بعض أسر تلك الأحياء، كما أتمنى ذلك لغيرهم، وذلك واحد من أهم أهداف كرة القدم التي نسعى لتجسيدها على أرض الواقع.
- أخيراً، ليس بإمكاني أن أتحكم في آراء الناشرين على الإنترنيت، ولا أن أمنعهم من تحريف كلامي عن موضعه، لكن بإمكاني أن أوضح لمن يهمهم الأمر أني لم أسئ أبداً للفقراء، ولا يمكنني أن أفعل ذلك، بل أنا فخور بهم ومسرور بشغفهم الكبير بهذه اللعبة، وبحبهم الصادق للمنتخب الوطني، وسعيد جداً بأن ترتسم الابتسامة على وجوههم بسببه. لكن كل ذلك لا يمنعني من أن أتمنى لهم مخلصاً أن يصبحوا أغنياء، وأنا أعرف أنهم بالفعل "أغنياء من التعفف تعرفهم بسيماهم لا يسألون الناس إلحافاً"، فلهم مني كل الاحترام والتقدير.