عندما يكون الظلم سلوكا مقبولا في مجتمع فاعلم أن جميع شرائحه ومكوناته وأفراده يمارسونه متى ما استطاعوا إليه سبيلا وأنه دولة بينهم لا يفسد، عند تقلب الأمزجة وتحول الأوضاع، ودا للقضايا البينية وأن ولسان حالهم يقول "اصبروا ظلم اليوم يا ظالمين غدا" و"تغافلوا عن يوم ضعفكم إلى يوم قوتكم الذي لا محالة قادم"؛ قاعدة راسخة في بواطن العقول رسوخ المعتقد ولكنها تصطدم على أرض الواقع باحتكار القوى القبلية والاثنية التقليدية ـ في تراتبيتها للقدرة ـ على ممارسة الظلم. في الإدارة ظلم تقشعر منه الأبدان وأقله ترأس الجاهل وعديم الخبرة وقليل المهنية والدراسة على المهني اللامع والخبير المجرب والمنتج بمهارات الاقتدار والجدارة، وعدم الوفاء بالحقوق لأصحابها ممن يهمشهم ضعف الانتماء القبلي ودونية الشريحة وغياب "الحامي" صاحب النفوذ والقريب من دوائر القرار... وضع مزري، يؤيده "إعلام " خائر من نفس مشكاته، يعشعش في كل جنبات الإدارة ويشمل جميع تعاملاتها في التعيين والترقية والتوجيه والصفقات الربحية المشبوهة بوتيرة لا تعرف التناقص تذهب معها خزينة الدول في كل عام إلى قلة من المستأثرين على هذا النسق الظالم في ظل غياب حكم القانون وضعف دولة المواطنة.