نقابة الصحفيين الموريتانيين تصدر بيانا بمناسبة العيد الدولي للصحافة (بيان)

حذرت نقابة الصحفيين الموريتانيين من تداعيات الوضع الحالي الذي تعيشه الصحافة على المستوى الأخلاقي والمهني، وأعلنت النقابة في بيان لها بمناسبة العيد الدولي لحرية الصحافة أنها لن تبقى مكتوفة الأيدي في ظل انهيار المنظومة المهنية لممارسة الصحافة والإستسلام بسيطرة الصحافة الصفراء التى دمت ماتبقى من قيم المجتمع، وجاء في نص بيان النقابة:

“غدا يخلد العالم أجمع اليوم الدولي لحرية الصحافة (03/05/2019) وهي فرصة لنا في نقابة الصحفيين الموريتانيين نعرض فيها الوضعية الحالية التي تمر بها الصحافة الوطنية في بلادنا، وذلك نتيجة لبعض السياسات التي تسعى إلى تشويه المكتسبات التي تحققت بفعل تضحيات الصحفيين في المجال المهني، تعزيزا لحرية الصحافة التي تعيشها البلاد.
إن اقضاء وبشكل تدريجي على المؤسسات الإعلامية الخاصة ، بعد محاصرتها اقتصاديا، راح ضحيته العشرات من تلك المؤسسات الصحفية الجادة وانعكس سلبا على العديد من الزملاء الذين تم تشريدهم وتهميشهم وحرمانهم من أبسط حقوقهم المادية والمعنوية .
لقد أصبح واضحا وجود إرادة مستترة لمحاربة الصحافة الفاعلة بشكل صريح ومكشوف، وهو ما أنتج عنه ترك الحبل على الغارب لفوضى الانتساب للمهنة لمن لا تتوفر فيهم الشروط القانونية ولا المهنية لحمل راية الصحافة، مما أساء إلى صورتها ودنس شرفها بشكل كبير، إضافة إلى القضاء على جميع المشاريع التي من شأنها أن تساهم في تطوير الحقل وبناء مقاولات صحفية جادة.
لقد تم فتح الباب على مصراعيه أمام بعض الذين لا يتمتعون بأي مستوى أخلاقي، أو معرفي، وكانت النتيجة تمييع الحقل وتشويهه وبث خطاب الكراهية والتطرف والتفرقة بين الموريتانيين، والقذف والتشهير ونهش الأعراض وأكل أموال الناس بالباطل، وانتهاك خصوصياتهم، وتنظيم حملات تشهير ضد الصحفيين المهنيين بهدف تحييدهم عن لعب أدوارهم في مجال المراقبة والحد من تأثيرهم على كل جوانب المشهد السياسي والاقتصادي والاجتماعي..
إن نقابة الصحفيين الموريتانيين وهي تشاهد هذا التردي المستمر في مجال المخرجات الصحفية عبر تمييع المنتج،
تؤكد للزملاء الصحفيين، ومن خلالهم للرأي العام الوطني، أنها ظلت طيلة السنوات الماضية تنبه ومن مواقع متعددة بخطورة الوضع الذي تعيشه الصحافة الوطنية حيث تقدمت بعرائض للإصلاح الصحفي وقامت بسلسلة من الاتصالات مع السلطات وبمختلف مستوياتها، وحذرت في عديد المرات من سياسة التجاهل لقضايا الصحافة والصحفيين والتي ستقود المشهد العام إلى استشراء المزيد من مظاهر الفساد وسوء الأخلاق واندثار القيم وانتشار المحسوبية وسيطرة الصحافة الصفراء التي تنتج القذف والتشهير .
إن أي منظومة لا تعي أهمية وجود مؤسسات إعلامية جادة في عالم اليوم هي منظومة خارج عصرنا هذا، ولن تستطيع خدمة الوطن بأدوات إعلامية عاجزة، وربما تجد نفسها في وقت من الأوقات هي المتضرر الأول مما تنتجه صحافة صفراء وغير مهنية، فمن المعلوم للجميع أن دور الإعلام في بناء الشعوب ديمقراطيا وتنمويا هو دور محوري، ولا يمكن الاستغناء عنه بأي حال من الأحوال.
إن نقابة الصحفيين الموريتانيين لا يمكنها أن تظل صامتة في ظل متابعتها للأوضاع المزرية التي تعيشها الصحافة الموريتانية في المؤسسات الصحفية الخاصة والعامة رغم دقها ناقوس الخطر من قبل وحرصها على أن يتم تجاوز ذلك عبر أساليب الحوار والمفاوضات، إذ تؤكد أنها ترفض كل الخطوات الإقصائية التي تم انتهاجها ضد الصحفيين في مؤسسات الإعلام العمومي، باستبعاد المتعاونين منهم من الاكتتاب مثل باقي متعاوني القطاع العام وكذلك حرمان المكتتبين منهم من الزيادات التي يستفيد منها كل عمال الدولة، وفي هذا الصدد تؤكد النقابة رفضها:

إضعاف المؤسسات الصحفية الخاصة والعامة ومحاربة المقاولات الإعلامية الجادة.
التمادى في إقصاء الصحفيين أصحاب الخبرات والتجارب المشهودة من إدارة المؤسسات الإعلامية كما هو متعارف عليه في كل بلدان العالم ، واستجلاب غير الصحفيين لذلك، إضافة إلى إقصائهم من التمثيل في الهيئات والمؤسسات التي تنص عليها القوانين .
وتطالب النقابة بما يلي:
– الإسراع في تنفيذ توصيات الأيام التشاورية للصحافة الوطنية، والتي كانت فرصة لتوحيد الجسم الصحفي نطرا لأهمية مخرجاتها.

– تنفيذ الأحكام القضائية الصادرة لصالح الصحفيين الذين تم طردهم ظلما من الوكالة الموريتانية للأنباء. (ماموني ولد المختار، وبونه ولد الدف).

– إعادة الراغبين من الزملاء المفصولين مؤخرا من التلفزيون العمومي إلى عملهم.
– إنهاء سياسية التمادي في طرد الزملاء من مؤسساتهم عبر جرة قلم بعد كل تضحياتهم الجسام.

إن نقابة الصحفيين الموريتانيين في ظل هذه الوضعية المخيفة ورفضا لاستمرارها، تدعو كل منتسبيها إلى الاستعداد للمشاركة الفعالة في البرامج النضالية الحقوقية التي ستقوم بها.”