وتر حساس... النفاق الإعلامي!

يقول الله جل قائل في محكم كتابه العزيز "ولا تطع الكافرين والمنافقين ودع أذاهم وتوكل على الله وكفى بالله وكيلا" صدق الله العظيم.
إن من أخطر أنواع النفاق وأكثرها فتكاً بالشعوب وتدميراً للدول هو النفاق "الإعلامي" بكل أشكاله وأساليبه، لأنه حالة نفسية تنبئ عن خبث طوية صابها وحربائيته وتملقه وجبنه وغدره، حيث يستطيع قلب الحقائق بكل جرأة.
ومن المسلم به أن الإعلامي المنافق كذاب وهو خائن للأمانة الإعلامية، مخلف للوعد قد أخذ على عاتقه تزيين الأمور وتغيير الوانها واشكالها ومضامينها للحظوة بمكسب او منصب. وبهذا يثبت مطلقا أن الاعلام المنافق من اسباب معاناة الشعوب وتخلف البلدان وفشل "الحكامات" وهوان الجماعات وشيوع الخطأ وتشجيع النهب والفساد وانتشار الظلم وتفشي المكر وتأخر البلدان.
وظاهرة النفاق "الإعلامي" ظهرت ها هنا ومبكرا في أرض "التناقضات الكبرى" أيام قيام نظام "السيبة، وقد استمدت حضورها من ممارسات الإخبار والاصطفاف وشحنتهما من الإطراء والذم اللذين كانا أهم مقومات التباين المجتمعي وضمان استمراريته على نسقية التنافس في ظل توافقات التقاسم.
ومع قيام الدولة المركزية على يد الاستعمار ظهر الاعلام بمفهومه الحديث ليستظل به المنافقون والممارسون للوشاية والإخبار وتمزيق الصفوف والتقرب من الأقوياء طمعا، وليبقوا في ذلك ولأجله على قوالب الماضي القبلي الطبقي الاثني بشعارات رفضه المغالطة.
فمن ذا الذي ينكر هذه الحقيقة المرة ومن ذا الذي لا يرى تقلبات وجهات الحراك السياسي ويسمع أساطين هذا النفاق الإعلامي وهم يبدلون جلودهم ويهاجرون من قطب إلى آخر وينتجعون عبر اللجان الإعلامية بحفيف خسيس الأقلام السامة ومعاد الكلام الخشبي الذي يغير الاسم ويبقي على القوالب؟