"محاور"، برنامج ثقافي من الصنف الرفيع يحاور أسبوعيا على قناة فرنسا 24 كبار المفكرين العرب الذين يبلون حسنا في ساحة الفكر القومي والعالمي بما يقدمون من بحوث أكاديمية عالية المحتوى، غزيرة المحتوى ومجددة في كل التوجهات الفكرية والعلمية والفلسفية والتاريخية والاجتماعية التي تتناولها جميعها ومغطية مجمل اهتمامات الإنسان العصري المتعلقة بتوازناته النفسية والثقافية والعلمية والمادية والروحية والإنسانية من منطلق ثلاثية أبعاد إرث الماضي ومشغل الحاضر واستشراف المستقبل.
وقد كشف هذا البرنامج منذ إذاعته أول مرة النقاب عن عدد كبير من المفكرين مصرين وسوريين وأردنيين ويمنيين ومن دول الخليج وتونس والجزائر والمغرب وليبيا، أنجبتهم الأمة فأبهروا بغزارتهم وإضافاتهم كما أثروا بمؤلفاتهم القيمة المكتبات العربية والإسلامية والعالمية.
واللافت المحزن هو غياب المفكرين الموريتانيين من أهل المستويات الإجتهادية عن استضافة هذا الاستديو وغيره من المنصات العربية والعالمية لنفخر بهم ونعلم إثراءاهم المحسوب لنا.
لكن الحقيقة المرة التي نأبى الاعتراف بها والعمل على مواجهتها بالنزاهة الفكرية والأمانة العلمية لتصحيحها، هي أن المستويات لدى نخبنا متدنية وانشغال أفرادها الجامعيين بالشهادات والأكاديميين بالألقاب منصب على التحصيل المادي وتقلد المناصب السهلة المدرة بالتقرب إلى سدنة المال العمومي والجاه التقليدي الرجعي والسياسيين المرحليين والموسميين وأصحاب السلطة.
فهل تظل هذه النخب اسما على غير مسمى ويظل غطاؤها الواهي متمثلا في الادعاء بالنبوغ والألمعية على خلفية الغياب الصارخ عن منصات العطاء والنبوغ وتسجيل التميز؟