عن المجتمع المدني / الأمينة زيدان

يشكل العمل الجمعوي التطوعي، رافعة أساسية للبناء و التنمية على الصعيدين الفردي و المجتمعي.
فمن خلاله يستغل الفراغ ، و ينبذ التسكع ، و تصقل المواهب ، و تكتسب المهارات ، و تتفجر الطاقات ، و يؤطر الشباب ، و تنمو روح المسؤولية ، والإنضباط و الوطنية ، و تتجلى أسمى صنوف الإنسانية.
و العمل الخيري الجمعوي ، مطلب شرعي، يحث عليه ديننا الإسلامي الحنيف.
قال تعالى:"و تعاونوا على البر و التقوى" ،
و قال صلى الله عليه و سلم :"مثل المؤمنين في توادهم و تراحمهم و تعاطفهم ، مثل الجسد الواحد، إذا اشتكى منه عضو ، تداعى له سائر الجسد بالسهر و الحمى".
فما هو العمل الجمعوي ، و ما هو مجاله؟
و عوائقه و آفاقه؟
يدخل العمل الجمعوي من الناحية القانونية ، دائرة المؤسسات أو الجمعيات الاجتماعية و الثقافية، و يعرف المشرع الموريتاني ، الجمعية بأنها:"اتفاق بين عدة أشخاص يجعلون بموجبه، بصفة مشتركة و دائمة، معارفهم أو نشاطاتهم في إطار هدف غير تقاسم أرباح، و هي تسير فيما يتعلق بشرعيتها، وفق المباديء العامة للقانون المطبقة على العقود و الإلتزامات".
أما من الناحية الاجتماعية، فالعمل الجمعوي هو: ممارسة أنشطة جماعية لأغراض غير ربحية ، في إطار يتسم بالتعاون و التكافل و الترابط ، و التآلف و التآخي ، و التطوع و التفاني ، و التضحية ، و وضوح الرؤية و الهدف، من أجل تنمية الفرد و المجتمع.
و مجاله واسع:الثقافة و الإبداع و البيئة و الاجتماع.
التربية ، التوعية ، التعليم، الفن ، الصحة، الغذاء ، الرياضة، الإغاثة،.....، كلها ميادين من ميادين العمل الجمعوي البناء.
هذا و يعيق العمل الجمعوي :
ضعف الموارد المالية ، و محدودية البنى التحتية ، و عدم جاهزيتها ، الجهل بأدوار العمل الجمعوي ، و تشويه صورته، غياب ثقافة التطوع و العمل الجمعوي ، و التواصل و الحوار و التنسيق بين الجمعويين ، و استثمار المسؤولين ، و رجال الأعمال في العمل الجمعوي ، الحاجة إلى التنمية البشرية ، تفشي الأمية و غياب الوطنية.
و عن الآفاق ،
شهد مسرح الجمعويين في الآونة الأخيرة ، بروز ، اتحادات و تجمعات و مبادرات ،شبابية ، ترفع كلها ، شعار التنمية ، خاصة في المدينة انواذيبو.
إذا استغلت هذه الطاقات ، و احترمت التخصصات ، و غربل الغث من السمين ، و الفاعل من الجامد ، فإن العمل الجمعوي حينها سيبشر بغد مشرق و تنمية شاملة.