نواكشوط تحتضن النسخة الثالثة من الأيام الوطنية للموارد البشرية

بدأت اليوم في نواكشوط فعاليات النسخة الثالثة من من الأيام الوطنية للموارد البشرية التي تنظمها كل عام جمعية مسيري الموارد البشرية الموريتانية ، وقد أختار المنظمون لهذه النسخة شعار: الوقاية وتسيير نزاعات العمل ، وذلك وعيا من الجمعية بأهمية تشجيع الحوار الاجتماعي الهادف والبناء داخل المؤسسات ، بغية الحد من النزاعات والتخفيف من آثارها .

رئيس الجمعية الموريتانية لمسيري الموارد البشرية الأستاذ سيدي ولد ساكدا أشار إلى أن التسيير المحكم لأي مؤسسة يتطلب إرساء جو اجتماعي هادئ يكون ثمرة حوار اجتماعي جامع لمسئولي التسيير والعمال وممثليهم ، مضيفا أن كل خلاف أو سوء تفاهم بقي دون تسوية في إطار مقاربة داخلية يمكن أن يودي إلى نزاع فردي أو جماعي .

وأردف أن الأسباب عديدة ومتفرقة ومعقدة أحيانا ، فعدم احترام النصوص المعمول بها للشغل في التسيير اليومي وانعدام التواصل الداخلي والظروف غير الملائمة للعمل والنظافة والصحة وسياسة الأجور غير المحفزة أو قليلة التحفيز هي جملة من الأسباب المؤدية إلى النزاعات .

وقال رئيس الجمعية الموريتانية لمسيري الموارد البشرية إنه بالإضافة إلى آثارها السلبية على بيئة العمل ومناخها العام وتحفيز العمال ، فإن نزاعات الشغل تؤدي إلى تكاليف باهظة للمؤسسة وتلقي بظلالها على قدراتها التنافسية في بيئة شديدة التقلب وعليه يضيف الأستاذ سيدي ولد ساكدا فإن الحوار الاجتماعي والمباحثات الجماعية هي الطريق الوحيد والأنسب للوقاية من أي نزاع وتسويته وتقريب وجهات النظر التي عادة ما تكون متعددة الاتجاهات .

بدوره مستشار وزير الوظيفة العمومية والعمل والتشغيل وعصرنة الإدارة المكلف بالعمل حمود ولد أطفيل  نوه بالدور المحوري الذي مافتئت تلعبه المصادر البشرية في نمو البلدان وتطورها بوصفها الثروة الوحيدة التي لا يمكن الاستغناء عنها والتي لا يحط من شئنها عاديات الزمن ولا الأزمات الاقتصادية ولا المطالبات التي تواجه المجموعة الدولية بل تزداد قيمة كلما زاد حجم التحديات ، وأضاف أن اختيار الوقاية من نشوب نزاعات العمل وفضها عند الاقتضاء كمحور نسخة 2019 من الأيام الوطنية للمصادر للبشرية ، يعتبر اختبارا موفقا وصائبا في نفس الوقت ، كونه وسيلة ناجحة لحماية السلم الاجتماعي والمحافظة على ديمومة السير المنتظم للمنشئات الاقتصادية والصناعية للبلد .

هذا ويشارك في هذه الأيام التي تستمر على مدى يومين مدراء ومسيرو المصادر البشرية في المؤسسات والقطاعات الحكومية فضلا عن رؤساء بعض الجمعيات المماثلة في كل من المغرب وتونس.

للإشارة فإن الجمعية الموريتانية لمسيري المصادر البشرية تأسست بتاريخ 12 مارس 2015 بدافع رئيسي متمثل في تزايد الاهتمام بقضايا تطوير رأس المال البشري في موريتانيا ، حيث تولي الجمعية قيمة معنوية كبيرة واهتماما خاص لمنتسبيها أساسا من خلال تقاسم التجارب الناجحة وتبادل الممارسات الجيدة في الميدان وزيادة احترافية وظيفة مسير الموارد البشرية .

كما تنتسب الجمعية إلى الجمعية الإفريقية لمكوني ومسيري العمال التي تعتبر بدورها إحدى المنظمات المؤسسة للكونفدرالية الإفريقية للموارد البشرية ، حيث ترتبط الجمعية الموريتانية لمسيري المصادر البشرية بصلات وثيقة بالشبكة الواسعة للاتحادية العالمية لجمعيات مسيري الموارد البشرية من خلال الجمعية الإفريقية لمكوني ومسيري العمال كما أن الجمعية عضو في اللجنة العلمية للأيام الإفريقية للموارد البشرية التي ننظمها الجمعية الإفريقية لمكوني ومسيري العمال كل سنتين.