مانٌة و خمسون سنة تنقضى على االستقالل الدولة المورٌتانٌة التً تأسست بعد رحٌل االستعمار الفرنسً ذلك االستعمار الذي لم ٌولً أي اهتمام بتغٌٌر الواقع االجتماعً الظالم الذي كان سائدا فً هذه الربوع منذ عصر السٌبة ، و عهد االمارات حٌث ترك البلد و قد تجذرت فٌه القبلٌة و الطبقٌة و لقد أثبتت األٌام أن هذا الواقع الذي ترك االستعمار بلدنا ٌرزح تحته و كرسته األنظمة المتعاقبة كان سببا فً تفكٌك دول وزوالها عن الوجود مما ٌستدعً من الدولة المورٌتانٌة أخذ زمام المبادرة لتسوٌة المظالم و إعطاء الحقوق ألن السلم االجتماعً فً الدول مرتبط أساسا بزوال كل مظاهر الظلم و الحٌف المذكور آنفا . إن االحتفال بالذكرى الثامنة و الخمسون لعٌد لالستقالل تحل بنا الٌوم و نحن شعب الزال ٌعٌش معظمه الظلم و الغبن و تتكرس فٌه الفوارق االجتماعٌة مما ٌجعله ال ٌشعر أن مٌالد الدولة الحدٌثة قد أضاف لواقعه جدٌدا بل أنها زادته فً بعض الجوانب سوء و قتامة. إن منظمة تحرير انعتاق الحراطين "الحر" و التً تأسست من اجل الكفاح ضد الظلم و االستعباد الممارس على هذه المكونة ال ٌمكنها أن تترك هذا الحدث ٌمر دون تذكٌر الجمٌع بأن الواقع هذه المكونة ال زال سٌئا و ٌحتاج لحلول جذرٌة لم تعد تقبل التأخٌر. إن الحراطين بعد مرور ثمانٌة و خمسون سنة على االستقالل البلد ال زاولوا ٌعانون من ممارسات االسترقاق علٌهم حٌث ال زالت العبودٌة حقٌقة ماثلة للعٌان فً األرٌاف و المدن و كل التجمعات السكانٌة مهما كانت تسمٌتها هذا رغم اإلنكار الرسمً و تزوٌر الحقائق من طرف السلطات المتعاقبة على البلد. فً الوقت الذي تنشئ المحاكم المتخصصة فً قضاٌا االستعباد و التً أصبح من الواضح أنها أنشأت لقرض االستهالك الخارجً فهً فً الغالب ال تعالج القضاٌا المرفوعة أمامها بطرٌقة مهنٌة و محاٌدة و إنما تكٌفها حسب ما ٌخدم سٌاسة النظام المنكرة لوجود العبودٌة سلفا. إن الحراطين رغم كونهم من الناحٌة الدٌمغرافٌة ٌزٌد على الخمسٌن فً المائة من السكان الزالوا هم األقل تمثٌال فً كل القطاعات المدنٌة و العسكرٌة و فً المناصب السٌاسٌة و اإلدارٌة بل ٌتعرضون إلقصاء ممنهج مفروض علٌه عن طرٌق سٌاسة إقصائٌة معدة بإتقان و هم المكونة األكثر معاناة من التهمٌش االقتصادي و الثقافً و السٌاسً بحٌث ٌنعدم فٌهم رجال األعمال و أصحاب رؤوس األموال كما تتعرض خصوصٌاتهم الثقافٌة الممٌزة لهم . للطمس المتعمد منذ زمن بعٌد. لقد كرست الدولة الحدٌثة هذا الظلم المتوارث من عادات بالٌة و تقالٌد اجتماعٌة ظالمة حٌث ظل هذا الواقع سائدا فً كنفها بإرادة ٌطبعها التواطؤ بٌن المرجعٌات الدٌنٌة و االجتماعٌة التقلٌدٌة و األنظمة السٌاسٌة المتعاقبة على الحكم البلد هذه األنظمة التً استخدمت مقدرات الدولة من ثروات و سلطة و نفوذ لتكرٌس هذا الواقع الظالم الذي ترزح تحته مكونة الحراطين منذ قرون من الزمن. إن الدولة المورٌتانٌة قد ذهبت أبعد من ذلك حٌث كرست التمٌٌز السلبً ضد بعض مواطنٌها فأفسدت التعلٌم العام المتاح ألبناء الحراطين لٌظلوا ضحٌة للجهل و اإلنحراف و حرمت المتعلمٌن منهم من الولوج إلى الوظائف المدنٌة و العسكرٌة و السٌاسٌة التً ٌمكنها أن تحسن من ظروفهم ، بل ذهبت أبعد من ذلك لتظهر نزعة إقصائٌة عنصرٌة ضدهم خدمة ألبناء البٌظان المسٌطرون على السلطة و الثروة وكل االمتٌازات. إن سٌاسة فساد التعلم العمومً و إفشاله تعتبر خطرا حقٌقٌا ٌهدد مستقبل كل األجٌال عامة ، و بصفة خاصة أبناء مكونة الحراطين التً كانت و ما زالت تعانً الجهل و الفقر المدقع و التهمٌش و هً األمراض التً ٌعتبر التعلٌم الوسٌلة منظمة تحرير و انعتاق الحراطين "الحر" hor el Mo
األساسٌة للتخلص منها كما تعتبر سٌاسة اإلقصاء الممنهج التً تستهدف أطرهم تهدٌدا واضحا لمشاركتهم الفعلٌة فً بناء بلدهم حٌث ٌتم التضٌٌق علٌهم لحرمانهم من الوصول للوظائف السامٌة المدنٌة و العسكرٌة و تبذل كل الجهود إلفشالهم سٌاسٌا. و حرمانهم من الحصول على المناصب االنتخابٌة المهمة كما أن أحزابهم و منظماتهم عرضة للحل ألتفه األسباب و قد ظهر فً ظل الحكم الحالً استهداف كبٌر لقادتهم السٌاسٌٌن و الحقوقٌٌن و تعرضوا لشتى أنواع المضاٌقة من تقٌٌد حرٌات و سجون ...الخ و هو ما تستنكره حركة " الحر " و تعتبره استهدافا مباشرا للمكونة الحراطين ٌجب الوقوف أمامه بقوة و حزم حتى ال ٌفكر الشفونٌون و العنصرٌون فً اإلقدام على ما فعلوه بالزنوج نهاٌة الثمانٌات و بداٌة التسعٌنات من قتل جماعً و تهجٌر قسري حتى أصبحت ذكرى الستقالل ترمز لدٌهم للمأساة و الحداد على أبنائهم . إن حركة " الحر" تعتبر ما ٌتعرض له األخ النائب برام و لد الداه ولد أعبٌدي من سجن تحكمً أكبر دلٌل على الظلم و االستهداف الذي ٌتعرض له قادة الحراطين و مناضلٌهم كما تحمل السلطات المسؤولٌة التامة لما ٌمكن أن ٌتعرض له من أذى و خصوصا بعد اقتٌادهم له إلى المستشفى بعد تدهور صحته و هو مكبل الٌدٌن و ٌعتبر هذا التصرف تصرف مهٌنا و مقززا و منتهكا لكرامة اإلنسان و حقوقه و علٌه فإن الحركة تطالب السلطات باإلطالق الفوري لسراحه دون قٌد أو شرط ، كما تطالب باإلطالق الفوري الالمشروط لسراح األخ عبد هللا ولد ٌالً الذي ٌسجن ظلما ال لسبب سوى تعبٌره عن آرائه السٌاسٌة و مواقفه الرافضة إلستمرار معاناة الحراطين و كل المظلومٌن . إن حركة "الحر" تعتبر قضٌة الحراطين العادلة تتطلب الٌوم وثبة وطنٌة و مساندة دولٌة لٌتم انتشالهم من الواقع المتردي الذي ٌعٌشونه هذا الواقع الذي ٌسوء ٌوما بعد ٌوما بشكل ٌشكل خطرا علٌهم و على استقرار البلد وأمنه فال ٌمكن لعاقل أن ٌتصور بقاء بلد ٌستعبد و ٌهمش و ٌجهل و ٌفقر مكونة من مكوناته ٌتجاوز تعدادها أكثر من نصف سكانه ، و هنا تحمل الحركة األنظمة المتعاقبة على حكم البالد المسؤولٌة التامة عن ما ٌمكن أن ٌنجر عن هذه الممارسات من مخاطر و تؤكد ضرورة المشاركة الدولٌة فً تسوٌة هذا المشكل الخطٌر ، بل ضرورة توفٌرالحماٌة لمكونة الحراطين أن تتطلب األمر ذلك ، كما تثمن أعتراف الوالٌات المتحدة األمرٌكٌة بوجود ظاهرة العبودٌة فً مورٌتانٌا و تذكٌرها للسلطات القائمة لضرورة القضاء علٌها . و هنا توجه حركة "الحر" نداء إلى جمٌع أبناء مكونة الحراطين للعمل على رفع التحدي و التحرر من قٌود االستعباد و رفض الظلم الممنهج الممارس علٌهم و استغالل فرصة االنتخابات الرئاسٌة المقبلة إلٌصال رئٌس ٌلتزم بتسوٌة مشاكلهم التً لم تعد تسوٌتها تتطلب التأخٌر ، كما تجدد مطالبتها للسلطات القائمة لتخاذ اإلجراءات التالٌة لتخفٌف معاناتهم : 1 – تشاور وطنً عام حول مشكل الحراطين و وضع الحلول المناسبة له و االعتراف بهم دستورٌا كمكونة وطنٌة . 2 – اتخاذ سٌاسات تمٌٌز االٌجابً لصالحهم . 3 – إعادة االعتبار للتعلٌم العمومً و توفٌره لكل المواطنٌن و خصوصا أبناء مكونة الحراطين. 4 – االهتمام بالقطاع الزراعً و تطبٌق قانون اإلصالح العقاري. 5 – إعداد سٌاسات تنموٌة فعالة للمناطق التً ٌتواجد فٌها الحراطين . 6-التطبٌق الصارم للقوانٌن المتعلقة بممارسة العبودٌة . 7 – إعادة النظر فً اإلجراءات المتعلقة بالحالة المدنٌة حتى ٌتمكن الحراطين من الحصول على وثائقهم المدنٌة . منظمة تحريرو انعتاق الحراطين "الحر" أ للجنة
المركزية 2118 / 11/ 28 : بتاريخ