عقد رئيس الجمهورية، السيد محمد ولد عبد العزيز، صباح اليوم بمباني الولاية في ازويرات اجتماعا مع الأطر والمنتخبين وممثلي الروابط والفاعلين الجمعويين بولاية تيرس زمور.
وخصص الاجتماع للاستماع إلى ملاحظات أطر الولاية وتقييمهم للانجازات التي تحققت في الولاية لصالح السكان خلال السنوات الأخيرة.
وأفسح رئيس الجمهورية في بداية الاجتماع المجال أمام مداخلات الأطر التي تناولت في مجملها مختلف جوانب التنمية الاقتصادية والاجتماعية في هذه الولاية الهامة.
وأشاد المتدخلون خلال الاجتماع بالانجازات الكبرى التي عرفتها هذه الولاية، بصورة خاصة والوطن بصورة عامة، مؤكدين التزامهم بدعم خيارات الاتحاد من أجل الجمهورية وعزمهم على إنجاح مرشحيه في الاستحقاقات المرتقبة.
واستعرض المتحدثون باسم السكان في هذا الإطار ما تحقق داخل الوطن في مجال الأمن والبنية التحتية والصحة من خلال بناء أحدث مستشفى في زويرات يتوفر على جميع التخصصات وتوسيع عيادة الشركة الوطنية للصناعة والمناجم والتعليم وتحسين نفاذ السكان إلى خدمات الماء والكهرباء وفك العزلة عن الولاية بعد اكتمال الطريق المعبد الذي يربط ازويرات بأطار ونواكشوط.
وعبر المتدخلون عن دعمهم لمواصلة نهج الإصلاح الجاري وانضباطهم داخل حزب الاتحاد من أجل الجمهورية، وعزمهم إنجاح جميع لوائحه للاستحقاقات المرتقبة وتعزيز المكتسبات التي تحققت في العشرية الأخيرة بما في ذلك نجاح المقاربة الأمنية وبناء جيش قوي محترف وجاهز ونجاح الديبلوماسية الموريتانية من خلال عقد أول قمتين عربية وافريقية في موريتانيا.
وطرح بعض المتدخلين بعض المشاكل المرتبطة بتوسيع التأهيل الحضري لمدينة بئر أم اكرين وحل المشاكل المتعلقة بنقص المياه الصالحة للشرب والكهرباء في هذه المدينة.
وأشادوا بفتح معبر حدودي مع الشقيقة الجزائر، مطالبين في هذا الإطار بتذليل الصعاب التي تعيق تسهيل استغلال هذا الطريق الاستراتيجي الهام عبر تعبيده أو إقامة جسور في بعض المناطق الوعرة،كما طالب البعض بحل بعض مشاكل التزويد بالمياه في افديرك ومنح قطع أرضية للفئات الأكثر هشاشة في هذه المدينة ودعم التعاونيات النسوية فيها، وحل مشاكل الأحياءالعشوائية في ازويرات على غرار ما حصل في نواكشوط.
وشكر رئيس الجمهورية سكان هذه الولاية على حضورهم المكثف - رغم ارتباطاتهم المهنية و الاجتماعية - الذي يعكس تعلقهم بالوطن وبأمنه واستقراره.
وقال إن ما تم انجازه كان بفعل مساندة المواطن ودعمه للسلطات العليا في سعيها لتحقيق التنمية، معبرا عن عزمه مواصلة المسيرة لتحقيق المزيد بما يخدم المصلحة العامة للوطن والمواطن.
وقال إن المشاكل المرتبطة بالمياه والكهرباء والتعليم تمت تسوية الكثير منها وبقي الكثير وعلى المواطن أن يعي هو الآخر ضرورة مساهمته في تسويتها.
وأضاف أن عدم تسوية مشكلة المياه يعود إلى ندرة المياه الجوفية وعدم كفاية المبادرات التي تمت في مجال تحلية المياه إلا أن هناك مشروعا عملاقا سيقدم حلا جذريا لمشكل العطش في الولاية وهو مشروع تزويد الولايات الشمالية بالماء الشروب انطلاقا من النهر وهو المشروع الذي تمت دراسته وستقوم الحكومة بحشد التمويل له في أسرع وقت.
وقال إنه بالنسبة لحل مشكلة الكهرباء ستتم تسويتها على المدى القريب بعد تنفيذ مشروع نقل الكهرباء وربط مدينة ازويرات بالخطوط المقررة والتي ستتيح فائضا في مجال الطاقة.
ونبه إلى أن المشاكل الأخرى المتعلقة بتشغيل الشباب والمشاريع المدرة للدخل ستتولى المجالس الجهوية التي قامت على أنقاض ما كان يعرف بمجلس الشيوخ بالعمل على تسويتها، حيث سيقدم المجلس الجهوي المرتقب حلولا لكل المشاكل لأنه سيكون إلى جانب المواطن ويعرف مشاكله.
ودعا رئيس الجمهورية إلى التكاتف والتضامن بين جميع المواطنين على أساس المواطنة فقط وليس الجهة أو العرق، مشيرا إلى أن الأسبقية في الحصول على الوظائف أو الامتيازات ستكون فقط على أساس الخبرة والكفاءة.
وقال إن الشركة الوطنية للصناعة والمعادن(اسنيم) ليست في منافسة مع الدولة وان المعدن المستخرج من ازويرات ملك للشعب الموريتاني، شاكرا صمود عمال هذه الشركة خلال الظروف الصعبة التي مروا بها في مواجهة انخفاض الأسعار عالميا.
وبين رئيس الجمهورية أن موريتانيا كانت تعاني فقط من مشكلة التسيير، مشيرا في هذا الإطار إلى أن شركة اسنيم كانت موجودة وثروات البلد كانت موجودة لكنها كانت تتعرض للنهب والتبديد ولا توجه للمشاريع التنموية التي تخدم المواطن وتصب في مصلحته.
وأضاف أن السلطات العليا عملت على إخراج البلد من هذه الوضعية وتوجيه الموارد إلى التنمية الذاتية.
وتطرق فخامة رئيس الجمهورية إلى موضوع الانتخابات البلدية والنيابية والمجالس الجهوية التي هي من أهداف هذه الزيارة لمواجهة الحملة الشرسة التي يقوم بها البعض، و مساندة مرشحي حزب الاتحاد من أجل الجمهورية نظرا لحجم التحديات الكبيرة ومشاركة كل التشكيلات السياسية المرخصة في هذه الاستحقاقات خاصة تلك الأحزاب المعروفة و التي تعودت على عدم المشاركة،
مبرزا في هذا الصدد أهمية تماسك مناضلي حزب الاتحاد من أجل الجمهورية وضرورة وقوفهم في صف واحد لدعم مرشحيه.
وأضاف أن ذلك استدعى منا مساندة حزبنا من أجل وضع حد للمغالطات التي تم الترويج لها والوقوف في وجه موجة الأحزاب المتطرفة الخطيرة المشاركة في هذه الاستحقاقات، ذات الأجندات التي تتنافى مع عادات الشعب الموريتاني والتي أدت لخراب دول عربية معروفة.
وأضاف أن هناك حركة غير مرخصة تتوارى وراء أحد الأحزاب المرخصة في عملية غير واضحة تدعو إلى تفكيك المجتمع وزرع الفتنة بين أفراده وشرائحه وتركب موجة الترويج للعبودية، ولها علاقات بالخارج وعلى الجميع الوقوف كذلك في وجه مخططاتها التي تمس كيان المجتمع وتماسكه وأمنه واستقراره.
وأضاف أن ذلك ينطبق كذلك على الأحزاب التي تشكل حضنا للمفسدين وتقدم برامج ترمي إلى عودتهم إلى الحياة العامة و هي أحزاب علينا سد الباب أمامها حتى لا تتسلل إلى الجمعية الوطنية وتمرر لا قدر الله أجنداتها التخريبية التي لا تخدم الشعب الموريتاني الذي عانى لفترة طويلة من ممارساتها ولن يقبل اليوم الرجوع إلى المربع الأول.
وأوضح أن انتساب ما يقارب من مليون ومائتي ألف منتسب لحزب الاتحاد من أجل الجمهورية يبرز تعلق الموريتانيين طواعية ودون إكراه بالمحافظة على الأمن والاستقرار ومواصلة نهج الإصلاح الجاري.
ودعا فخامته إلى عدم شخصنة التصويت والابتعاد عن الولاءات القبلية والجهوية واختيار شعار البناء والصحة والتعليم و البنى التحتية والأمن والاستقرار مما يتيح مواصلة التنمية، الأمر الذي لا يتأتى إلا بالحصول على أغلبية مريحة لحزب الاتحاد من أجل الجمهورية، تدعم هذا التوجه وتمرر ما يتعلق به من قوانين.
ودعا إلى إنجاح اللوائح الوطنية والنسائية والجهوية ولائحة نواب المقاطعات ومجالسها البلدية التابعة لحزب الاتحاد من أجل الجمهورية دون انتقائية أو تمييز.
ودعا في الأخير سكان ولاية تيرس زمور إلى تجاوز خلافاتهم داخل الحزب والانخراط في صفوفه والعمل على دعم مرشحيه في مختلف اللوائح الخمس المقدمة حفاظا على المصلحة العامة للوطن.
وقال إن من يتوهمون أنهم بصدد القضاء على ما تحقق خلال السنوات العشر الأخيرة بعد 2019، وأنهم سينسفون مكاسب الشعب الموريتاني مخطئون و لن يجنوا من ذلك إلا ما جنوه في تخندقهم سنة 2009 حين أحبط الشعب الموريتاني اصطفافهم ومخططاتهم وانجح خيار التغيير البناء.
وذكر رئيس الجمهورية بخطط هؤلاء سنة 2007 وبدواعي التغيير الذي حصل 2008 "حين مهدنا الطريق لخيارات الشعب الموريتاني ووضعنا حدا للمحاولات الرامية إلى العودة إلى العهود الغابرة التي كرست الفقر والمرض والجوع والتبعية"، مبرزا في هذه الإطار أن الشعب الموريتاني لن يعود إلى الوراء أبدا ولن تنطلي عليه مخططاتهم وسيبقى وفيا لهذا النهج وهذا المسار الذي ضحى من أجله.
قال رئيس الجمهورية بخصوص مطلب المنقبين بإلغاء قرار منع التنقيب عن الذهب، أن الأمر يتعلق باتصالات تمت بين بعض المنقبين وجهات إرهابية وهو أمر خطير بعد وصول المنقبين إلى مناطق حدودية، مشيرا إلى أن الدولة تفتح المجال للتنقيب في مناطق أخرى ليس فيها خطر وتدرس الآن سبل حل مشكلة التنقيب.
وأعطى رئيس الجمهورية تعليماته للشركة الوطنية للصناعة والمعادن(اسنيم) بتوفير مركز لتصفية الذهب في مدينة افديرك في انتظار إيجاد بدائل أخرى.
و جرى الاجتماع بحضور والي ولاية تيرس زمور السيد اسلمو ولد سيدي والوفد المرافق لرئيس الجمهورية.