عقد فخامة رئيس الجمهورية السيد محمد ولد عبد العزيز مساء اليوم الجمعة بمباني الولاية في ألاك اجتماعا مع الأطر والمنتخبين وممثلي الروابط والفاعلين الجمعويين بولاية لبراكنة.
وشكر رئيس الجمهورية في بداية الاجتماع الأطر والمنتخبين على الإقبال الكبير والحماس الذي اتسمت به مداخلاتهم التي تترجم اهتمامهم بالشأن العام وبدفع عجلة التنمية بالولاية.
وأفسح رئيس الجمهورية بعد ذلك المجال أمام اطر الولاية لتقديم رؤيتهم لأنجع السبل لتحقيق التنمية بهذه الولاية الهامة .
و أكد رئيس الجمهورية في كلمة له خلال الاجتماع أن ردوده ستتمحور حول نقطتين الاولى تتعلق بالبنية التحتية، مشيرا الى أن انجازات كبيرة تحققت على مستوى الولاية سواء في مجال التعليم أو الصحة أو الطاقة اوالمياه او فك العزلة.
وتعهد في هذا الإطار بمواصلة المسيرة وتحقيق انجازات أخرى في مقدمتها توفير جميع الخدمات في عاصمة الولاية.
وقال في هذا الصدد انه سيتم تزويد مستشفى الاك بالمعدات الضرورية في انتظار تشييد مستشفى جديد في المدينة في اقرب الآجال وربط بحيرتها بالنهر بداية السنة المقبلة من خلال مشروع كبير بطول 60 كلمترا انطلاقا من بوكي وترميم بعض جوانب الطريق التي تحتاج إلى ذلك على غرار قناة آفطوط الساحلي في كرمسين.
وقال ان المهم ليس المناصب الوزارية او الوظائف لانها تتعلق بمناصب تتداولها الناس وتفقدها دون تمييز والتوجه بدل ذلك إلى بناء دولة قوية على اساس رؤية شاملة لتطوير البلد وتعزيز دوره داخليا وخارجيا.
واضاف رئيس الجمهورية ان المحور الثاني يتعلق بموضوع الساعة المتعلق بالانتخابات البلدية والتشريعية وانتخابات المجالس الجهوية التي نعيش حاليا على وقع حملتها الانتخابية ، مشيرا إلى إن كل ترشيحات حزب الاتحاد من اجل الجمهورية لهذه الانتخابات تمت بالتشاور مع قواعد الحزب وان لم تصادف ـ في بعض الأحيان ـ هوى في نفوس البعض وان أي نظام بريد النجاح في مهامه لا بد له من أغلبية برلمانية لتنفيذ برنامجه.
وأضاف أن عدم التصويت لحزب الاتحاد من أجل الجمهورية يعني فتح المجال للمعارضة المتطرفة التي تستنسخ الهزات والمصائب التي اجتاحت دول أخرى وجعلتها في مهب الريح، أو لخيار أسوأ هو فتح المجال للنخب الفاسدة التي هدرت خمسين سنة من عمر الدولة دون انجازات تذكر لصالح الدولة والمواطن.
وأشار رئيس الجمهورية الى أن كثرة الترشحات لا تخدم مصلحة البلد ولا تنميته ولا استقراره ، مبرزا أن عملية الانتساب مكنت من تسجيل مليون وقرابة مأتي ألف منتسب في حزب الاتحاد من أجل الجمهورية، معبربن بذلك عن قناعتهم بمشروع الحزب وتمسكهم بالانجازات التي حققها عبر تنفيذ برنامجه السياسي خدمة لمصلحة الوطن بعيدا عن الرغبات الأنانية في الحصول على وظيفة أو منصب انتخابي آني.
واكد رئيس الجمهورية أن الحزب يستمد قوته من أعضائه وبدونهم لا يمكن قيام حزب قوي، مبرزا ان انشاء حزب الاتحاد من اجل الجمهورية يقوم على رؤية راسخة هدفها تقدم البلد واستقراره وتنميته.
وأضاف ان الخلافات ينبغي أن لا تطغى على الهدف الأسمى الذي هو بناء حزب قوي وموحد.
وقال ان على الجميع أن يعمل خلال الانتخابات الحالية على تحقيق أغلبية ساحقة في البرلمان تدعم استمرارية نهج الإصلاح وتخلق أرضية لمزيد من الانجازات لصالح الوطن.
ونبه رئيس الجمهورية إلى أن الانتخابات الحالية تميزت بغياب الأحزاب السياسية كبرامج تحت تأثير شخصنة الترشح لدرجة يمكن معها وصف المرشحين بالشخصيين بدل مرشحي أحزاب.
ودعا إلى المحافظة على الحزب في وجه التحديات المتمثلة في كثرة اللوائح وشخصنتها مما يمثل فشلا سياسيا وفشل قناعات.
وأكد على أهمية إنجاح لوائح الحزب في ولاية لبراكنة، محذرا مما اسماه المغالطات والتأثير على القناعات في غياب برنامج سياسي واضح.
وأضاف في هذا الصدد أن الاتحاد من اجل الجمهورية وجه بعض مناضليه إلى الترشح من خلال أحزاب قليلة من الأغلبية الرئاسية في اتفاق مشترك وفي مناطق النسبية من اجل تأمين الفوز، مشيرا إلى أن مساندة منتسبي الحزب للوائح أخرى خارج هذا الإطار أمر غير مقبول وغير مبرر ويعارض مصلحة حزب الاتحاد من اجل الجمهورية .
وعبر رئيس الجمهورية عن أمله في تجاوز الجميع لخلافاتهم والعمل سوية وبصدق التوجه من اجل تحقيق الأهداف السامية في جعل موريتانيا قوية مزدهرة تنعم بالأمن والاستقرار والتنمية الشاملة.
وأشار رئيس الجمهورية إلى بعض المشاريع العملاقة التي غيرت وجه البلاد كمشروع آفطوط الشرقي ومشروع اظهر الذي وضع حدا لأزمة العطش في مناطق مهمة من البلاد علاوة على مشروع جديد لتزويد المدن الشمالية بالماء الشروب انطلاقا من النهر.
وأكد المتدخلون خلال الاجتماع على أهمية زيارة رئيس الجمهورية لمدينة ألاك والتي تشكل حسب تقديرهم دعما قويا للوائح الاتحاد من اجل الجمهورية في الولاية وذلك انطلاقا من الانجازات الهامة التي تحققت خلال عهده في مختلف المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والتنموية مما يمثل وسيلة قوية لإقناع الناخب بالتصويت لهذه اللوائح.
وأشادت المداخلات في مجملها بالجو الديمقراطي الذي تعيشه البلاد وبالقمم العربية والإفريقية التي التأمت في نواكشوط لأول مرة وتشييد اول واكبر قصر للمؤتمرات وفق احدث النظم والمعايير العصرية وبالنجاحات الديبلوماسية التي حققتها موريتانيا خلال تولي رئيس الجمهورية رئاسة الاتحاد الافريقي 2014، وما تحقق من انجازات حسنت صورة البلد داخليا وخارجيا وأمنيا جعل بلادنا مثالا يحتذي في المنطقة وبناء جيش محترف ومشاركة قواتنا لأول مرة بمهنية عالية في عمليات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة.
كما ثمنت هذه المداخلات ما تحقق لولاية لبراكنة من تنمية وتطور بعد عهود طويلة من التهميش، متعهدين بالتصويت بكثافة لصالح خيارات حزب الاتحاد من أجل الجمهورية في استحقاقات فاتح ومنتصف سبتمبر المقبل .
وجرى الاجتماع بحضور والي ولاية لبراكنة السيد عبد الرحمن ولد محفوظ ولد خطري والوفد المرافق لرئيس الجمهورية.