كتبت لملحد في محاولة لثنيه عن إلحاده بواسطة إثبات سخف القوم الذين أقنعوه بما زعموا انه علما يثبت عدم وجود الخالق والإسلام..
أتعتقد أنك وجدت في الإلحاد حلا لمشاكلك وحيرتك ؟!
يا أخي.. لدينا في الدين أمل - على الأقل - في أن تكون هنالك - بعد الموت - حياة خالدة في النعيم لا ضيق فيها
ولا مرض ولا اكتئاب ولا شر ، وملائكة وصالحين وحور عين مصاحبين، تترك الأمل وتتعلق بالفراغ والضياع من أجل التفاخر أمام الملحدين المساكين أمثالك، والتنكت السخيف على الدين !
إن 85 بالمائة من الدلائل التي تعيها عقولنا تشير إلى وجود الخالق سبحانه وتعالى، والعلم الذي يعبده الملحدون أمثالك لم يقرر ولن يقرر عدم وجود الله سبحانه وتعالى ، بل بالعكس أثبت وجوده ، والنصارى واليهود ضعاف أوهن من العنكبوت، لا يعرفون ماهية الروح، ولم يتجاوزوا المريخ الذي هو ثالث كوكب في أول مجموعة شمسة في أول مجرة في هذا الكون الفسيح، مع العلم أنه يوجد بلايين المجرات !
أما تقصير البشر الساخرين الضعفاء فيتمثل فيما يلي، وفي ذلك دليل على وجود الخالق:
1- لا يستطيعون مد حياتهم فوق المتوسط المعروف رغم الحرص عليها ، وهي بالمناسبة فترة قصيرة تدل على أن الدنيا مجرد محطة عابرة يلبث فيها المسافر ثانية – أو أقل - ليغادر إلى حياة حقيقية حيث الإستقرار والخلود ، فلماذا تترك الأمل في جنة عرضها السموات والأرض وتتعلق بالفراغ !
2- لا يتحكمون في الموتورات التي في أجسادهم: الدماغ، القلب... حتى الأعضاء التناسلية، كلها امور خارجة عن سيطرتهم تثيت ضعفهم وعوزهم وحاجتهم إلى خالقهم ، فالإنسان ضعيف مغرور، ومثاله : المحارب المهزوم قبل وبعد الهزيمة.
3- لا يستطيعون خلق ذبابة واحدة ! تحداهم الله تعالى بذلك !
قارن بين مركبة فضائية وذبابة تتنفس وتحس وتفكر، فيها لحم ودم ، وستعلم الفرق بين الجماد وما فيه الروح، بين ما يصنع هؤلاء المساكين وما يخلق الله تعالى !
لقد خلق الله تعالى هذا الكون الفسيح المترامي الأطراف، واليوم أقوى أمة في العالم هم اليهود يتحكمون في أمريكا وأوروبا والعالم، ومع ذلك انظر فقط إليهم ، إنهم لا يجدون مكانا يضعون فيه مؤخراتهم غير قطعة صغيرة من هذا الكوكب اسمها فلسطين تقع بين أعدائهم الذين يكرهونهم ! وحتى تلك القطعة الصغيرة لا يهنأ لهم عيش فيها ولن يهنأ ، فقارن بين قدرة الله تعالى وقدرة البشر الذين خدعوك فقالوا !
4- كل ما في الكوكب وما حوله مسخر للإنسان ! وتلك حقيقة يثبتها العقل قبل كل شيء. الشمس تضيء له بالنهار ليسعى، والقمر بالليل ليخلد إلى السكون وينام ، والأشجار تثمر له الثمار المتنوعة التي لا يستطيعون صنع حبة واحدة منها، والماشية كذلك، والمعادن يستخدمها ويتزين بها، والأرض يمرح عليها ويعبد ربه أو يلحد في فترة امتحانه !
5- الكلب حيوان مفترس مثل الذئب، بل يغلب الذئب، فهل الصدفة هي من روضه للإنسان ليحميه من الذئاب الذئاب البشرية ؟ ! وليصبح أوفى له من بعض خاصة أهله ؟
إن شأن الكلب عجيب، فأحيانا أرى فيه من التبعية والحب لصاحبه ما يدل على أنها فطرة مفطور عليها، وكلمة حب ليست التعبير الصحيح لما يفعله لأن الحيوان لا يحب لعدم تمييزه بعقله ما ينفعه كالإنسان (الذي بالمناسبة لا يحب في الغالب إلا ما فيه نفعه)، فالصحيح أنها فطرة ، وذلك عجيب وفيه دليل على التسخير !
إنه بمثابة الحارس الطبيعي للإنسان، تماما مثل الشمس التي هي بمثابة المصباح الطبيعي الذي لديه من القوة ما يضيئ كوكبا بحجم الأرض كل هذه السنين (آلاف أو ملايين السنين، وقارنها فقط بمصابيح البشر التي تعجز عن إضاءة نسبة 10 بالمائة من الليل) !
الكل يخاف من الكلب فطريا أيضا - الذئب والبشر -، أليس ذلك لحاجة الإنسان المكرم على هذه الأرض أم أن الصدفة صنعته هو أيضا كما صنعت الشمس والقمر والمخلوقات والبحار والأنهار والأشجار !
إن الدلائل كلها تشير إلى وجود الخالق وحاجة الإنسان إليه، واتباع الأمل في أن تكون هنالك جنة ونار خير من السخرية التافهة والتفاخر بالثقافة الغربية الفاجرة التي لا خير فيها بدليل أن الملاعين أصحابها الذين يزعمون أنهم متحضرون يبنون حضارتهم من نهب وابتزاز الآخرين، خصوصا المسلمين الذين يتهمونهم بالإرهاب ويقتلون اطفالهم الرضع بالصواريخ ! فلا تغتر كثيرا بحضارتهم فهي أتفه الحضارات ، تدل بوضوح على أن الإنسان والشر رفيقان قديمان لا يفترقان إلا في ظل الخوف ، والخوف من الرب على الخصوص ، ولا مقارنة بين من يتقي الله في خلقه ومن لا يتقيه كبوش وأوباما وترامب .
الدليل على أن الإسلام هو الأقوى، وهذه من عندي:
أليست القوة الإعلامية في يد النصارى واليهود ؟ ألا يتهمون الإسلام بأنه دين داعش الذي لا عقل له ولا أصل ؟
اسأل نفسك: لماذا لا يجرؤون على فضحه على رؤوس الأشهاد ؟
لماذا لا نرى ولو مناظرة واحدة في "فوكس نيوز" أو غيرها من قنواتهم البائسة الكاذبة ذات الإمكانيات الجبارة، بين عالم مسلم وحاخام يهودي أو قسيس نصراني أو ملحد ديمقراطي متحرر من كل الثوابت يعبد الفراغ ؟
ألا يتحدثون عن كل شيء حتى الأعضاء التناسلية للحشرات ؟!
لماذا لا يجرؤون على استضافة عالم من هيئة كبار العلماء في السعودية أو من أحد العالمين بضلالاتهم، ويترجموا كلامه إلى الإنجليزية لتقرأه شعوبهم ! أليست على الأقل مادة إعلامية دسمة لقنواتهم وهم أهل الإعلام والإعلان والضجيج !
تخيل أن فوكس الملعونة أو الخنزيرة اللئيمة أو غيرهما من قنوات العلم والتحضر والمصداقية والرقي والديمقراطية وإبليس، ذكرت في إعلان لها أنها ستنظم محاضرة بين دين الإسلام الإرهابي الرجعي والمسيحية أو اليهودية أو العلم الإلحادي المتطور لتفضحه وتمسح آثاره بالدليل العلمي العقلي الإنجيلي التوراتي، لتثبت للعالم باكمله أن الإسلام مجرد أكذوبة جاء بها محمد صلى الله عليه وسلم، وحاشاه !
تخيل فقط عدد المتحضرين الصادقين مع أنفسهم الذين سينتظرون مشاهدة تلك المناظرة في أمريكا وحدها على أحر من الجمر ! أقسم لك أن شعب أمريكا ومعه شعوب أوروبا البائسة ، لن يتخلف عن مشاهدتها !
تخيل يا متحضر ! أليس ذلك هو أقل ما عليهم فعله إن كانوا صادقين في زعمهم أنهم أصحاب حق ورقي واحترام للرأي الآخر ؟!
لن يفعلوا ذلك لأنهم كذبة ملاعين مفترين، لن يفعلوا ذلك أبدا ؟ وها نحن نتظر مجيء رجل رشيد منهم يجمع الإسلام وخصومه على طاولة المناظرة العلنية وبالإنجليزية والروسية والصينية، ليعرف الأعجام في كل مكان الحقيقة، لكن الانتظار طال وسيطول ! وبدلا من ذلك يلجؤون إلى التركيز على أخبار داعش وحرية المرأة وصنع حلقات المسلسلات من ذلك !
وسبب خوفهم من المناظرة واضح جدا، وهو أن الإسلام ليس دين سخافة ولا إرهاب ولا أكاذيب ، الإسلام أقوى من كل أديانهم المحرفة ومن كل منطقهم لأنه الأصل وهم الفرع المحرف، الحجاب عندهم، والزواج من أربع والحدود الشرعية عندهم ما هو أعظم منها !
هم أول من يعرف ذلك، لهذا يتفادون الحوار ويلجؤون إلى الأساليب الملتوية وينشرون الشبهات والأكاذيب وأخبار داعش التي تحقق هدفين عظيمين لهم وهما: تشويه صورة الإسلام ، وتمكينهم من احتلال دوله !
إذا كان النبي صلى الله عليه وسلم مفتريا وسفاحا خاطئا كما يصورونه لشعوبهم ولكم ، فلماذا لا يثبتون ذلك على الهواء ، خصوصا أننا في عصر القرية الإعلامية الواحدة ؟!
الجواب: لأنهم يعلمون أن المناظرة بين الإسلام والمسيحية أو غيرها من مذاهبهم الشيطانية كفيلة بإدخال كل شعوبهم في الإسلام فما يمنع الناس من الإسلام إلا دسائس وحواجز الشيطان التي يحول بها بينهم وبينه !
صدقني، هذا هو سبب تحاشيهم أقرب طريق لهدم الإسلام وهو مواجهته بالعقل والدليل، أي بالمناظرة العلنية والحوار !
وليس احترامهم للإسلام كما يزعمون، وعن أي احترام يتحدثون، المناظرة والمحاورة هي قمة الرقي والإحترام لأنها تظهر المستور وتجعل الناس يقارنون ويفهمون الفرق بين ما عند الله وما عند الشيطان !
ونحن كمسلمين نشجع عليها ونتمنى حدوثها بين علمائنا وعلمائهم، والقرآن يدعو إليها وكذلك العقل والمنطق إذا سلمت القلوب من الخبث، فلماذا يتحاشونها وهم يزعمون أنهم أكثر تحضرا وانفتاحا وإعلاما منا ! لماذا يناقشون كل شيء إلا الدين الإسلامي ؟! لابد من سبب خصوصا وأنهم إذا كانوا مسيحيين يعتقدون أنهم أصحاب حق فإن ما يفترض فيهم هو التوق إلى المناظرة لفضح غيرهم والدعوة إلى مسيحيتهم، أما الملحدون فلأنهم يحتقرون الإسلام فلا يجب أن يكون شيئا أحب إلى قلوبهم من مناظرته بالعقل والعلم إن كانوا من أهلهما (وليسوا كذلك).
فهذان الصنفان إضافة إلى القلة اليهودية التي تتحكم فيهما وتركبهما كبغال لها، هم من يمثل واجهة أمريكا وأوروبا والإلحاد فينا، فلماذا يخشون مناظرة الإسلام الذي يحتقرون ويصفون بالبدائية ؟ هل رأيت يوما متطورا يخشى بدائيا قبل هؤلاء اللئام ؟!!
يزعمون أنهم يتركون الإسلام لأنهم يحترمون دين الآخرين ! لو كان الأمر كذلك لتركوا المسلمين في حالهم ، لكنهم لا يحترمون غير دين الشيطان الذي يأمرهم بمحاربة الإسلام لأنه الحق ، ولو لم يكن الشيطان موجودا والإسلام حقا لما ضربوا بلدا مسلما واحدا ! وإلا ، فانظر حولك وتأمل في سلامة البوذيين والهندوس من شرورهم !
وذا كان الإسلام دين إرهاب فلماذا لا يجرؤون على مناقشته ومحاورته بدل تزيين نشرات أخبارهم بجرائم داعش التي يخططون لها قبل غيرهم كما أصبح معروفا ؟
أتعرف متى سيناظرون الإسلام ؟
عندما يقلبون مفاهيم المسلمين رأسا على عقب بديمقراطيتهم وحرياتهم ومناهجهم التربوية التي لا تركز على الدين ولا حتى على الأقل، فكل ديمقراطي نفعي فاسد يبدأ بالكذب وينتهي بالتوقيع على ضرب الآمنين بالصواريخ كما حدث لكل ساسة أمريكا واوربا، والناس في العالم المتخلف وكذلك عندهم، يؤمنون بحقيقة واحدة وهي أن كل سياسي فاسد ، فكيف يرجو العاقل من الفاسدين إصلاحا ؟ هذا هو العجب المسموع به في زمن هذه الديمقراطية التافهة التي تحل شيئا فشيئا في مكان شرع الله ، والتي ينشرها حكام المسلمين جهلا أو عمالة في دول المسلمين بأوامرهم خدمة للشيطان كما نشروا تعليمهم الغربي الذي لا دين ولا أخلاق فيه، والذي هو بالمناسبة سبب إلحاد أبنائهم ، فما الذي ينتظر من طفل خرج من الجامعة وهو لم يدرس شيئا عن دينه ؟! ما الذي ينتظر من حقوقي أو إخواني مغتر بالديمقراطية يدعو إلى المساواة بين الشيطان والملائكة وتمرير كل نقيصة بحجة الحرية والإنسانية التي هو أبعد الناس عنها !
عندما نصل إلى اليوم الذي يكون فيه علماؤنا ديمقراطيون قابلون لكل شيء – وهو ما نحن سائرون في طريقة للأسف - سيدعوننا إلى المناظرة لأنهم يومها سيكون لديهم أمل في هزيمتنا ، أما قبل ذلك فلا أمل لهم إلا في نشر أخبار داعش والشبهات.
أما بالنسبة لنا كأفراد، فهذا كله لا يعنينا في شيء ما لم تكن له علاقة مباشرة بنا، علينا أنفسنا، لذا الأمل في وجود جنة بعد الموت والعمل من أجلها خير من العدم !
والسلامة من مجرد احتمال وجود جهنم ثم دخولها، خير من الثقة المهتزة في عدم وجودها ! احسبها بالعقل فقط !
وفي الحديث الصحيح بشارة لكل من شهد ألا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله ومات على الإسلام أنه سيدخل الجنة على ما ارتكب من معاصي !
وهذا الحديث بشارة عظيمة للمسلمين، تدل على أن المسلم مهما فعل في الدنيا لن يخلد في النار أبدا مثل الآخرين، يعني أنه ناج من النار وإن طال عذابه فيها - والعياذ بالله -، وكل ذلك ببركة الإسلام الذي لو احترمناه لما كان هذا حالنا.