تزامنت أزمة القدس مع تحضير التواصليين لمؤتمر حزبهم، ولكي يظهر الحزب بمظهر الطليعة في الدفاع عن القدس بث في الإعلام أنه يستثني السفير الأمريكي من دعواته لمؤتمره..
رد حاسم وعمل بطولي خاصة إذا علمنا أنه لا وجود لسفير أمريكي في نواكشوط؛ فالسفير السابق سافر، والجديد لمّا يحضر، وإن حضر هذه الأيام فإنه لا يستطيع ممارسة نشاطاته قبل تقديم أوراقه وحصوله على الاعتماد وهو ما يستغرق بعض الوقت في العادة…
سقط الصاروخ الإعلامي المصنع محليا في أرض غير مأهولة، ولم تنتج عنه خسائر.. لكن المهم إطلاقه عبر منصات إعلامية مختلفة…فكرت القوة الصاروخية لتواصل في عملية أخرى فانطلقت سيارة مفخخة بدعوة إلى منزلي. وحين لم يجدوا الهدف اتصلوا بي قائلين إنهم من تواصل وقد جاؤوا إلى البيت حاملين دعوة لي…
هل نأتيك حيث أنت؟ قلت على البديهة..”لا. أتركوها في البيت!”.
في اليوم التالي نشرت الدعوة في الفيسبوك… فحمدت الله على أنني لم ألتق بهم، إذ كانوا سيخرجون بعناوين بالبنط العريض.. الكنتي يستلم دعوة من تواصل مع “صورة تخدم الخبر”، وربما افتعلوا حديثا وسجلوه كما اختلقوا من قبل أحاديث كاذبة… مر على النشر أيام ولم يصدر تكذيب من الحزب!!
لا بد أن الحزب وجه مئات الدعوات لحضور مؤتمره، ولم ينشر أيا منها في وسائل الإعلام، فلماذا حرص على نشر دعوته للكنتي، وامتناع الحزب عن دعوة السفير الأمريكي الذي لا يزال في بلاده!!!
للإخوان دائما جانبهم الغامض، لكن العارفين بهم يجمعون على أنهم لا يقدمون على خطوة غير مدروسة، ولا تدخل دعوتهم في دائرة الدعوة التي اختلف الفقهاء في وجوب، أو استحباب، تلبيتها..
وعليه فإنني أرفض تلبية دعوة حزب تواصل التي وصلتني، ونشرت صورتها في الوسائط الاجتماعية، لكنني ردا على بادرة “حسن النوايا” هذه سأساعدهم في اختيار مرشد جديد، وأنا “الأستاذ” كما لقبوني في دعوتهم، ولقب “الأستاذ” أثير عند القوم، فقد حمله المرشد الأول حسن البنا رحمه الله، والمرشد المنتهية ولايته، جميل منصور حفظه الله…أقول، وبالله التوفيق، اعتمادا على سير المرشدين الثمانية الذين تعاقبوا على الحركة؛
1- حسن البنا مدرس رسم في المرحلة الابتدائية، لم يستطع دخول الأزهر لأنه لا يحفظ القرآن، لكن الإخوان يطلقون عليه “الأستاذ الإمام”!!
2- حسن الهضيبي: قاض.
3- عمر التلمساني: تعلم العزف على العود، وكان شاعرا فاشلا، امتهن المحاماة.
4- محمد أبو النصر: حصل على الثانوية العامة، ثم تفرغ لرعاية أملاك أسرته واسعة الثراء
5- مصطفى مشهور: خريج كلية العلوم، عمل في الأرصاد “متنبئ جوي”.
6- محمد مأمون الهضيبي: ابن المرشد الثاني، خريج كلية الحقوق، عمل بالقضاء.
7- محمد مهدي عاكف: خريج المعهد العالي للتربية الرياضية، عمل مدرسا للرياضة البدنية في مدرسة فؤاد الأول الثانوية.
8- محمد بديع: المرشد الحالي، طبيب بيطري.
الملاحظة الأولى: تدني، أو توسط تحصيل، “الأساتذة المرشدين”.
الملاحظة الثانية أن لا علاقة لهم بالعلوم الشرعية، وليس من بينهم أزهري واحد، باستثناء مرور سريع لحسن الهضيبي، ما لبث أن تحول عن الأزهر إلى المدارس النظامية.
وبذلك فإن إرشادهم “إرشاد” سياسي لا علاقة له بالشأن الديني… ومادام تواصل يبحث اليوم عن مرشد من هذه الطينة، فإن “الأستاذ” محمد غلام يأتي على رأس المرشحين، إذا تغاضى التواصليون عن مثالبه، وعلى رأسها انتماؤه للمناطق الشرقية التي يدعي تواصل أن منتسبيه في إحدى ولاياتها بلغوا 18.000، قبل فاتح يناير القادم!!!