دشن رئيس الجمهورية السيد محمد ولد عبد العزيز ظهر اليوم الخميس في مقاطعة توجنين بنواكشوط الشمالية، محطة لإنتاج الطاقة الشمسية بقدرة خمسين ميغاوات وذلك في إطار الاحتفالات المخلدة للذكرى ال 57 للاستقلال الوطني.
وقطع رئيس الجمهورية الشريط الرمزي إيذانا ببدء تشغيل المحطة كما اطلع على البيانات التوضيحية لهذه المحطة الاستراتيجية الهامة وأزاح الستار عن اللوحة التذكارية المخلدة لها واستمع إلى شروح قدمها المدير العام للشركة الموريتانية للكهرباء السيد محمد سالم ولد احمد وعدد من معاونيه حول المحطة ومراحل إنجازها
وطاقتها الإنتاجية ودورها في توفير الطاقة الكهربائية النظيفة بأسعار في متناول المواطنين.
وتبلغ الكلفة الإجمالية لهذا الإنجاز 19 مليارا من الأوقية بتمويل مشترك بين الدولة الموريتانية والصندوق العربي للإنماء الاقتصادي والاجتماعي.
وقد تم إنجاز هذه المحطة في فترة لم تتجاوز 13 شهرا، بتنفيذ من تجمع شركات وبإشراف الشركة الموريتانية للكهرباء، وتأتي إقامتها ضمن الاهداف المرسومة من قبل الحكومة في مجال الطاقة من أجل تعميم نفاذ السكان إلى الطاقة الكهربائية والرفع من جودة خدمات الكهرباء وادماج الطاقات المتجددة بغية تنويع الخلط الطاقوي.
وأوضح وزير الطاقة والنفط والمعادن السيد محمد عبد الفتاح في كلمة بالمناسبة ان إنجاز هذه المحطة سيسهم في تزويد مدينة نواكشوط بالطاقة الكهربائية في المديات القريبة والمتوسطة والبعيدة.
واضاف ان هذا المشروع شمل بناء محطة شمسية كهروضوئية بقدرة خمسين ميغاوات تتكون من المنشآت المدنية الضرورية وتركيب540ر156 لوح كهربائي بقدرة اجمالية تصل خمسين ميغاوات، علاوة على الملحقات الكهربائية الضرورية ونظام مراقبة ومحطة تحويل بجهد 33 كيلوفلت.
وقال إن متابعة التطورات الحاصلة في مجال الطاقة ببلادنا من طرف رئيس الجمهورية تمثل خير دليل على الارادة الصادقة والوعي بمحورية العامل الاقتصادي في البناء الوطني وتحقيق التنمية والاستجابة لتطلعات المواطن.
وأبرز أن الفترة ما بين 2009 – 2017، وبتوجيه سام من فخامة رئيس الجمهورية، تمكنت بلادنا من تحقيق تحولات كبرى أمنت الانتقال من حالة العجز في الكهرباء إلى وضعية تحقيق الفائض من خلال مضاعفة القدرة الإنتاجية للكهرباء سبع مرات في أقل من سبع سنوا وتم تعزيز وتوسعة شبكات التوزيع القائمة من أجل تأمين تغطية أشمل للمراكز الحضرية بنسبة 147 بالمائة، مما مكن من مضاعفة عدد المشتركين إلى 260 ألف مشترك بعد أن كانوا لا يتجاوزون 107 آلاف سنة 2010، وارتفعت نسبة المدن الحاصلة على خدمات الكهرباء من 38 مدينة سنة 2010 إلى 157 مدينة سنة 2017 أي ما يمثل زيادة 400 بالمائة.
وأكد أن نسبة التغطية الكهربائية في الوسط الحضري التي كانت لا تتجاوز 55 بالمائة سنة 2010 وصلت إلى 73 بالمائة سنة 2017، علاوة على الجهود التي بذلتها الدولة
من اجل استغلال الطاقات المتجددة والنظيفة.
وبدوره أوضح عمدة بلدية توجنين السيد سيد محمد ولدخيده في كلمة ترحيبية بالمناسبة، أن توقيت تدشين هذه المحطة المتزامن مع الذكرى ال57 للاستقلال الوطني، يأتي في وقت تتصالح فيه موريتانيا مع ذاتها ممتنة لشهدائها الأبطال رحيمة بفقرائها ومكوناتها الاجتماعية الهشة التي عانت الإقصاء والتهميش في العهود الماضية.
وأضاف أنه في ظروف كهذه تحول الوطن إلى ورشات كبرى تؤسس لنهضة شاملة تستلهم من فكر قائد الأمة المستنير القائم على إعادة تأسيس البلد على قواعد صحيحة سبيلا لخدمة المواطن ورفاهه وصون كرامته والحفاظ على وحدته وحماية أمنه.
وقال إن تدشين هذا المصنع الهام، لهو شاهد يعزز آلاف الشواهد على إصرار فخامة رئيس الجمهورية على مواصلة معركة بناء موريتانيا الجديدة في مسعى شريف تحرسه عناية الله ويصاحبه توفيقه.
ونوه العمدة باسم المنتخبين بسياسة اللامركزية التي انتهجها رئيس الجمهورية كنواة فعالة للتنمية القاعدية ورافدا أساسيا للتنمية المستديمة.
وحضر مراسم التدشين الوزير الاول السيد يحيى ولد حدمين ورئيس الجمعية الوطنية السيد محمد ولد ابيليل واعضاء الحكومة وعدد من قادة القوات المسلحة وقوات الامن والشخصيات السامية في الدولة ووالي نواكشوط الشمالية والسلك الديبلوماسي المعتمد لدى موريتانيا وعدد من مسؤولي الشركة الموريتانية للكهرباء.