فاس/ الأناضول: أوصى باحثون وأكاديميون من عدة دول، السبت، بتدريس “التصوف” بالمؤسسات التعليمية بمختلف مستوياتها، “لتظل شعلتها متقدة”، ولتعزيز الوسطية والاعتدال لمواجهة التطرف.
جاء ذلك في الندوة العلمية الختامية المخصصة للتوصيات، ضمن البرنامج العلمي لـ”مهرجان فاس للثقافة الصوفية”، في دورته العاشرة، التي انطلقت في 14 من الشهر الجاري بمدينة فاس، وسط المغرب، وتختتم اليوم، بحفل لكبار فناني الإنشاد الديني بالبلاد.
وحث المشاركون في البرنامج العلمي للمهرجان، القادمون من 16 دولة بين عربية وإسلامية وإفريقية وغربية، بينها تركيا، على “بذل جهد مضاعف لتسليط الضوء على الإنتاج الصوفي الغني بأبعاده الفلسفية والجمالية والأدبية”، بحسب التوصيات الختامية التي اطلع عليها مراسل الأناضول.
وأوصى المهرجان، الذي يقام سنويا، وتنظمه “جمعية مهرجان فاس للثقافة الصوفية” (غير حكومية)، وشهد ندوات علمية وحفلات إنشاد ديني، بـ”التنقيب عن مخطوطات كبار الصوفية وتلقينها ونشرها بمختلف دول العالم”.
وأوضحت التوصيات أن “هناك حاجة إلى إشاعة والتسامح والجمال والسلام والمحبة، عن طريق تدريس القيم الفكرية والروحية التي يزخر بها التراث الصوفي”.
وقال عالم الاجتماع المغربي، فوزي الصقلي: “إن التصوف ليس فقط مماسة وتربية روحية، بل هي نتاج ثقافي أدبي وفني، يكون نسيج الحضارة الإسلامية وله غنى كبير جدا”.
وتابع في الندوة الختامية: “علينا أن نضع الثقافة الصوفية في المحور المركزي ونعي بثقلها”.
من جهتها، قالت بارزة خياري، رئيسة معهد الثقافة الإسلامية بباريس، في تصريح للأناضول: “اليوم هناك حاجة ملحة لتدريس التصوف في المدارس″.
وتابعت: “هناك كوارث تقع في العالم، هناك واقع مفجع يعيشه العالم، نتيجة انتشار مظاهر التطرف”.
وزادت: “أعتقد أن نشر قيم التصوف بين الشباب أساسا، سيساهم كثيرا في تعزيز مبادئ الوسطية والاعتدال”.
ونظمت دورة هذا العام من المهرجان الدولي، تحت شعار “التصوف في لقاء الحكمة عبر العالم: طريق التصوف من المغرب في اتجاه الهند”.
ومن المقرر أن يشهد حفل الختام، الليلة، حفل لكبار فناني “السماع″ (الإنشاد الديني) بالمغرب