حينما كان صوت اليساريين مسموعا خفتت أصوات القبلية والعنصرية، ووجدت صرخات المظلومين والمقهورين والهامشيين المنصة الصحيحة للتعبير عن الرفض بالأسلوب الصحيح..
وبتراجع المد القومي واليساري علا صوت القبيلة من دون خجل، واستقطب التطرف الفئات الاجتماعية والعرقية.
وأمام الوضعية المقلقة التي يمر بها البلد، وفي ضوء استقالة كاملة للنظام الحاكم من مسؤولياته في لجم ما نساق إليه، أدعو اليسار القومي والتقدمي والماركسي إلى التفكير في خطاب يوحد الموريتانيين.. يدافع عن حقوق الكل، ينصف الكل، وينشر روح المواطنة والأخوة، والتسامح، في وطن يتسع للكل، ولا بديل لنا عنه.. خطاب يدعو إلى نبذ العنصرية والعبودية والفئوية والجهوية والقبلية والعنف والتكفير والإقصاء والتسلط..
أوجه هذا النداء إلى القومي الموضوعي البعيد عن العنصرية، الذي يعترف بالآخر وبخصوصياته الثقافية والعرقية ويجد مبرر قوميته في الاعتراف بغيره، وبأن موريتانيا بلد متعدد الأعراق تنعم فيه الأقلية بكامل حقوقها، ولا تضار الأغلبية فيه..
وهو موجه أيضا إلى اليساري التقدمي والماركسي الموضوعي هو الآخر بالبعد عن الشعوبية، وبقبول أن الفوارق تذاب سلما عبر بسط العدل.
ولأن ما أدعو إليه هو حمل خطاب فإنه يمكن للكل الاحتفاظ بموقعه السياسي الحالي، مع قبول البقاء على مسافة من أطراف الصراعات حينما يتعلق الأمر بفعل مشترك.
وأرجو ألا تكون هذه"صرخة في واد.."
ملاحظة: لا أرحب هنا بالتكفيريين والجامدين