الحمد لله رب العالمين الملك المبين أمر بتبيين أحكامه وشرعه للمسلمين وبالدفاع عن حمى الدين والصلاة والسلام على خاتم النبيين وإمام المرسلين والمتقين ولي المؤمنين والمتقين
وإمام المجاهدين جاهد في الله حق جهاده حتى أتاه اليقين ورضوان الله على صحابته والتابعين المقتدين بآثاره
والمتمسكين بنهجه القويم وصراطه المستقيم لما علموا فيه من السلامة والتمكين لمن أراد الله به الخير في الدنيا والأمن والأمان يوم الدين.
وبعد فإن مما ابتلى الله به هذه البلاد ناس [من بني جلدتنا يتكلمون بألسنتنا] يريدون تغيير معالم بلادنا فتارة بالقفز على الخالق الكريم وتارة بالنيل من المصطفى الأمين وتارة بالمبادرة إلى هدم أركان الدين وعوامل حبه وتعظيمه وما بقي من ذلك في نفوس المسلمين خصوصا من هم في طور التربية من الأبناء الذين هم عوامل تقدم المجتمع وبناءه إن أحسنا البناء والتقويم.
فمن نقص حصص التربية الإسلامية في مدارس المسلمين مرورا بحذفها من مسابقة الباكالوريا لئلا يعلق منها شيء في نفوس المتنافسين ثم المطالبة إلى أن تكون بلاد شنقيط علمانية على منهج أتباع هولاند وترامب وغيرهما من الملحدين المغفلين إلى الشروع في طمس ما في النشيد من آداب تربي النشأ وتحثهم على نصرة الله والذود عن دينه وسلوك طريق نبيه المصطفى والثبات عليه لعل الله يتوفاهم عليه ثم يحثهم على البعد عن البدع وأهلها وهجرهم والبعد عن المِراء والجدال في الدين.
وإن من كلمات هذا النشيد الذي يراد التطاول عليه من أهله وبنيه :
وأوردت أكابر بدعتها أصاغرا
فمن خلال تفهم هذا البيت يتبين لنا منهج النبي صلى الله عليه وسلم وصحابته والتابعين لهم ومن بعدهم العلماء ومنهم الشيخ الشاعر بابه ولد الشيخ سيديا في التحذير من منكرات الأمور صغيرها قبل كبيرها، إذ كان كيد الشيطان ضعيفا فلا يستطيع أن يغير نفسا بين عشية وضحاها بل يأتيها بتزيين الأمور بصغير فصغير حتى تصبح كبيرة وبعد ذلك يصعب التخلص منها، فإن المتأمل في كلمات النشيد والعالم بفحواها يعلم شدة تأثيره في النفوس المؤمنة المطمئنة خصوصا من يفترض منهم سماعه كل يوم ألا وهم أبنائنا في المدارس وقواتنا المسلحة –ولعله مما يشد من عزمها في القتال ضد الأعداء والمترصين بهم وبوطنهم من الأعداء والمنافقين-، فهل ترون من يسمع هذه الكلمات كل يوم سيقصر في نصرة الدين وتعظيم شرع الحكيم ونصرة النبي الأمين وإتباع المبتدعات في الدين؟؟؟
ومن هنا أرسل رسالة إلى البرلمانيين، فكما يقال وحسب شرع الكفار المجرمين أنكم تمثلين هذا الشعب المسلم فإذا كنتم تسعون لمصالح هذه الأمة التي بفضل الله ثم بها أصبحتم تسمعون ولكم كلمة فلماذا تسعون للنيل من أعظم ما يصلح أولادها ويربيهم على مصالحها ؟؟؟ وإلا فإن مالك الملك يقول : ﴿وإن خفتم فسوف يغنيكم الله من فضله﴾، ﴿إن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم﴾، ﴿هل عسيتم إن توليتم أن تفسدوا في الأرض وتقطعوا أرحاكم﴾؟؟؟
ثم رسالة إلى العلماء والأئمة والمصلحين، فإنهم منذ فترة يطالبون بدعم تدريس التربية الإسلامية بعد أن ظهر للعلن الإلحاد والنيل من الرب العلي والرسول، فقد صح عن أبي الدرداء رضي الله عنه وعن الصحابة أجمعين كما نقل عنه جبير بن نفير قال : لما فتحت قبرص فرق بين أهلها، فبكى بعضهم إلى بعض، فرأيت أبا الدرداء رضي الله عنه جالسا وحده يبكي، فقلت : يا أبا الدرداء ما يبكيك في يوم أعز الله فيه الإسلام وأهله وأذل فيه الكفر وأهله؟ḷ فضرب على منكبيه، ثم قال : ويحك يا جبيرḷ ما أهون الخلق على الله إذا تركوا أمره، بينما هي أمة قاهرة قادرة ظاهرة على الناس، لهم الملك حتى تركوا أمر الله عز وجل، فصاروا إلى ما ترى وإنه إذا سلط السباء على قوم فقد خرجوا من عين الله، ليس لله بهم حاجة. ''الحلية''، فهل ما نراه اليوم وغدا هو بداية تغيير معالم الإسلام وثوابت المسلمين وبعده ترك أمر الدين والتهوين من زيغ أهل البدع والغلاة وأذناب الغرب من الملحدين؟ وهل العلماء مجمعون كما هم يرددون؟ وإذا كانوا مجمعين كما سمعنا ناسا يقولون فلماذا لم يبنوا الإجماع للمسلمين ليحيى من حيي عن بينة ويموت من يموت على بينة ويكفي الله المسلمين شر ما هم قادمون عليه إذ يكون أهل العلم بينوا وأسكت أنا وغيري من المتهافتين.
وفي الأخير فإن الملجأ إلى الله والنصر منه مع أن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم فاللهم ردنا إليك ووفقنا للرجوع إليك واحفظ أرضنا وبلادنا وأراضي وبلدان المسلمين من مكائد الأعداء الحاقدين وأنصارهم من المتملقين وإذا أردت بالناس فتنة فاقبضنا وتوفنا مسلمين غير مبدلين ولا فاتنين ولا مفتونين وصلى الله وسلم على نبينا الأمين المهدى رحمة للعالمين وعلى آله وصحابته والتابعين و التابعين لهم بأحسن إلى يوم الدين والحمد لله رب العالمين.