توفيت المراسلة الصحافية البريطانية كلير هولينغوورث، التي كان لها قصب السبق في العام 1939 عن اندلاع الحرب العالمية الثانية، في هونغ كونغ المستعمرة البريطانية السابقة، حيث عاشت السنوات الـ 30 الأخيرة من حياتها.
كانت الصحافية هولينغوورث التي توفيت عن عمر ناهز الـ105 أعوام، ووصفتها صحيفة (نيويورك تايمز) الأميركية بأنها "عميدة المراسلين الحربيين في العالم بلا منازع"، عملت كمراسلة حربية في بدايات حياتها لصحيفة (دايلي تلغراف) اللندنية، التي حققت لها السبق الصحافي العالمي باندلاع الحرب العالمية الثانية.
ففي 28 أغسطس العام 1939، وبينما كانت هولنغوورث مسافرة من بولندا الى المانيا فإنها شاهدت حشود القوات الألمانية على الحدود البولندية. وبعد ثلاثة أيام كانت رسالتها الصحفية الأولى عن بدء الغزو الألماني لبولندا.
بعد ذلك توالت القصص الإخبارية التي حققتها الصحافية البريطانية الراحلة، وتعتبر سبقاً صحافياً عالمياً، وسجلت باسمها من مناطق النزاعات العالمية الكبيرة التي عملت فيها خلال مسيرتها الصحافية التي امتدت نحو 60 عاماً.
الصحافية هولينغوورث في بدايات عمرها
أحداث عالمية
وكانت من بين هذه المناطق الساخنة فيتنام وعدن والجزائر والهند وباكستان والشرق الأوسط، فضلاً عن نقلها لأحداث الثورة الثقافية في الصين. وخلال السنين جمعت هولينغوورث خبرة كبيرة بين الصحافة ومجال التكنولوجيا العسكرية والتدريب على قيادة الطائرات.
ومن الأحداث المثيرة العالمية التي غطتها هولينغوورث، كان تنازل ملك رومانيا كارول الثاني مضطرًا، ثم الاضطرابات التي تلت ذلك في البلد الأوروبي الشرقي، وكذلك نزول القوات الأميركية بقيادة الجنرال ايزنهاور إلى الجزائر، ومعركة العلمين في الصحراء المصرية، كما أنها أجرت أول مقابلة صحفية مع شاه إيران محمد رضا بهلوي.
الصحافية في جبهة الحرب في أوروبا
فندق الملك داود
ومن الأحداث المهمة التي شهدتها وغطتها اعلاميًا خصوصاً لمجلة (إيكونوميست) البريطانية، تفجير فندق الملك داود في القدس، حيث كانت هي وزوجها جيفري هور في مكان التفجير الذي أسفر عن مقتل 91 شخصًا.
بسبب ذلك الحادث، قيل إنها رفضت مصافحة زعيم جماعة الإرغون اليهودية ورئيس الوزراء الإسرائيلي لاحقاً مناحيم بيغن بسبب دوره في التخطيط لذلك التفجير.
الحشود الالمانية على حدود بولندا
وفي خمسينيات القرن الفائت، غطت أحداث الثورة الجزائرية، وانشقاق الصحافي والجاسوس كيم فيلبي، كما أصبحت مراسلة في بكين وغطت تطورات الثورة الشعبية في الصين، حيث بعد سنوات (العام 1973) كانت أول صحافي يجري مقابلات مع الزعيم الصيني شوان لاين وجيانغ تشينغ، زوجة الزعيم الراحل ماو تسي تونغ.
زواج لمرتين
يذكر أن الصحافية الراحلة هولينغوورث كانت تزوجت مرتين، الأولى من فانديلور روبنسون الذي كان ممثل جامعة الأمم المتحدة الإقليمي في جنوب شرق آسيا العام 1936، وبعد فشل هذا الزواج 1951 تزوجت في العام نفسه جيفري هور مراسل صحيفة (التايمز) في منطقة الشرق الأوسط الذي توفي العام 1965.
عميدة المراسلين الحربيين في الجبهة المصرية
وكانت هولينغوورث التي تقاعدت العام 1981 ورغبت في الاستقرار في هونغ كونغ، حيث ظلت زائرة دائمة لنادي المراسلين الأجانب هناك، كما إنها نشرت مذكراتها في كتاب حمل عنوان "الخط الأمامي" العام 2006.
ونالت الصحافية الراحلة التي منحتها الأمم المتحدة سفيرة النيات الحسنة، العديد من الجوائز تكريمًا لدورها الصحافي، كما منحتها ملكة بريطانيا العام 1982 وسام (الإمبراطورية) للخدمات الصحافية، كما حازت جائزة جيمس كاميرون للصحافة، وجائزة الانجاز مدى الحياة من (بافتا) وفي العام نشر ابن شقيقها باتريك غاريت، السيرة الذاتية لها في كتاب