
لقد انتفضت الروح الوطنية في كل زاوية، وأطلق الشعب الموريتاني العظيم، من أقصاه إلى أقصاه، صيحة مدوية عبر فضاءات التواصل الاجتماعي، لتؤكد أن الانتماء للوطن هو الصوت الأوحد والأعلى!
نرى اليوم على شاشاتنا وواجهات حساباتنا الرقمية، زحفًا مباركًا من صور المواطنين البسطاء، ومن طاقات الشباب المتدفقة، وهم يتوشحون العلم الوطني كوشاح عزّ، ويرفعونه كرمز فخار. لم يعد الأمر "تعبير عابر"، بل أصبح ظاهرة ملهمة؛ حيث تتحول صور البروفايل إلى لوحات فنية، يمتزج فيها جمال البذلات العسكرية الافتراضية بمهابة الراية الوطنية!
إنه تجسيد للثقة التي نوليها لقواتنا المسلحة الوطنية الباسلة، التي هي سياج الوطن ودرعه الحصين.
إنه تثمين للفخر بتنوعنا الذي هو مصدر قوتنا وثرائنا، وإثبات بأن موريتانيا للجميع، آمنة بعون الله وفخورة بأهلها.
هذا الفيض الجارف من المحبة والولاء، الذي عمَّ كل أطياف الشعب، يبرهن على أن محاولات ثلة صغيرة لتعكير صفو الاحتفالات بالنيل من ماضينا أو حاضرنا، قد تلاشت أمام عظمة هذا الالتفاف الوطني. لقد أثبتت الدولة، مرارًا وتكرارًا، في مراحلها التاريخية المختلفة، أنها أمة تجبر الضرر وتلتئم جراحها، وأن المسار يتجه دومًا نحو البناء والتقدم.
فلنعمل جميعًا، كل من موقعه، على ترسيخ ثقافة الانتماء، لنبقى دائمًا موحدين تحت سماء هذا الوطن الأبي.
فلتهتف قلوبنا جميعًا: عاشت موريتانيا.. شامخة، أبية، ومزدهرة!
محمد علوش القلقمي
