
١- لأن فاجعة فلسطين برمتها أوروبية الأسباب والتصور والتصميم والتنفيذ
٢- لأن جل المهاجرين الذين اغتصبوا فلسطين وحكموها قدموا من أوروبا
٣- لأن مصطلح "الحضارة اليهودية-المسيحية" مقاربة إيديولوجية مكشوفة لبتر العالم العربي-الإسلامي من الحضارة المعاصرة التي ساهم فيها على أكثر من صعيد
٤- لأن الحروب الكثيرة التي شنتها إسرائيل, منذ 1948, على شعوب المنطقة كلها شاركت فيها أوروبا الغربية وحلف الناتو بشكل مباشر ومكثف
٥- لأن إسرائيل دولة "أوروبية" في ما يتعلق بالوجدان والنشاطات الرياضية والثقافية (الكرة بأشكالها، مسابقة الأغنية الأورو-فزيون…)
٦- لأن الكثير من السكان الحاليين لإسرائيل يحملون جنسيات دول أوروبية ويخضعون بذلك لقوانينها
٧- لأن الشعوب الأوروبية قادرة سياسيا على فرض ما تريده على حكوماتها بشكل سلمي وحضاري
٨- لأن نجاح "الربيع الغربي" سيعني عمليا عزلة دولة الاحتلال وتقليص قدراتها العدائية
٩- لأن الاتحاد الأوروبي هو الشريك الاقتصادي الأول لإسرائيل، عبر اتفاق شراكة تفضيلي وشامل
.١- لأنه بنجاح "الربيع الغربي" سيتم إلغاء كلي لاتفاق الشراكة مع أوروبا، فتتضاعف فاتورة الاحتلال على دافع الضرائب الأمريكي، بشكل غير مستدام…
على صعيد آخر، أود الإشارة إلى أن حل الدولتين هو الأفق السياسي المقبول دوليا والمتاح حاليا بالنظر إلى الواقع الإقليمي ؛ في هذا الإطار، يشكل "الربيع الغربي" ورقة ضغط فعالة لإقناع الحكومات الأوروبية بالانخراط جديا وجماعيا في تجسيد هذا الحل، حل في صميم مصلحة القارة العجوز... فلو فرضت أوروبا نصف ما تفرضه حاليا من عقوبات على روسيا على دولة الاحتلال، لاضطرت الأخيرة إلى الانصياع للغة الحكمة والعقل ولقبلت بحل الدولتين دون تردد. ففكرة رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز الرائدة -واللتي تستحق الإشادة والدعم-، المطالبة بمعاملة دولة الاحتلال أوروبيا على منوال معاملة روسيا، تتوخى، في تصوري، هدفين أحدهما قريب المدى، الوقف الفوري للإبادة في غزة، والثاني متوسط المدى، فرض حل الدولتين.
فلولا "الربيع الغربي" لما تبنى أي زعيم سياسي أوروبي هكذا موقفا متقدما…
في النهاية، أود التنبيه إلى أنني شخصيا أفضل "صدق الكلمة" على "حكمة الصمت"، في ما يتعلق بالإبادة الجماعية الدائرة في غزة.