الموت ولا الدناءة بقلم السيد ولد الغيلاني

‎ بكل ألم ومرارة، يفرض الواقع في
غزة اليوم على الضمير العربي والإسلامي والإنساني
‎ اختباراً قاسياً لم تعرف له الأمة مثيلاً منذ نكبة فلسطين.
‎ففي ظل إبادة جماعية ممنهجة، وتجويعٍ متعمد ومعلن وحصار خانق، تَقفُ غالبية الدول العربية والإسلامية – شعوباً وحكومات – موقفاً أقرب إلى التبلد والتقاعس، منه إلى الواجب الأخلاقي والديني والتاريخي.

‎أولاً: الواقع الصادم
‎أكثر من 60 ألف شهيد وجريح أغلبهم من الأطفال والنساء والشيوخ في أقل من عام ،تدمير شامل للبني التحتية في غزة: مستشفيات، جامعات، مساجد، مدارس، مزارع، وأحياء سكنية،مجاعة رسمية وفق وصف (الأمم المتحدة )وانهيار تام للمنظومة الصحية، صمت عربي وإسلامي يصل إلى حدّ التواطؤ، أو ما هو أشد: الإنكار واللامبالاة .

‎ثانياً: مظاهر الخزي و الخذلان والعار :
‎ حفلات، مهرجانات، كرنفالات ،أعراس فخمة، ومسلسلات سطحية… بينما الأطفال في غزة يموتون من الجوع والعطش والمرض والقصف …
‎- حكومات عربية وإسلامية تمنع التظاهر، أو تتعامل مع الموقف بـلغة وعمل الحياد.
‎- الإعلام الرسمي منشغل بالتفاهات وتغطية الأحداث العادية وكأن فلسطين ليست في قلب الأمة.
‎- عدم سحب سفراء العدو ولا تجميد علاقات، ولا حتي مقاطعات اقتصادية رمزية …

‎ثالثاً: التوبيخ الأخلاقي والتاريخي
‎- كيف نرضى بأن نكون شهود زور على ذبح شعبنا بكامل مكوناته ؟
‎- كيف يقبل حكامنا وشعوبنا أن تتحول النكبة إلى خلفية هامشية في نشرات الأخبار والبرامج التلفزيونية ؟
‎- هل سقطت المرجعية الإسلامية التي توجب نصرة المستضعفين وإنقاذهم ؟
‎ ألم نقرأ: “وإن استنصروكم في الدين فعليكم النصر…؟
‎- لا يُطلب من الشعوب خوض حرب، بل كلمة صادقة، تظاهر، حملة تبرعات حقيقية مضمونة النتائج. ، مقاطعة، ضغط شعبي ومدني.
‎- يُنتظر مواقف جريئة كإستدعاء سفراء الدول والحكومات التي تدعم العدو وتدافع عن جرائمه ،
رفض التطبيع، تشكيل جبهة دولية لإدانة الإبادة الجماعية العنصرية الفاشية الغاشمة ..
‎- من العلماء والمثقفين، يُنتظر كسر الصمت، وقيادة الأمة نحو موقف خالد ومشرف .
‎خامساً: النداء الأخير قبل فوات الأوان :
‎غزة لا تطلب الشفقة لأن لديها أبطال يدافعون عنها ، بل تطلب الكرامة والعزة والوفاء؛ ما يحصل هناك ليس كارثة طبيعية، بل جريمة موثقة في كل عرف وقانون.
‎التاريخ يسجل، والفرز حاصل: من وقف مع دماء الأطفالً والنساء والشيوخ ، ومن فضل صخب الحفلات والملاهي والنوادي والموائد عليي أنين المحاصرين ظلما وعدوانا !
‎فلننهض… فكل لحظة صمت، هي طعنة في خاصرة غزة…

‎ رابعاً: دعوة للاستفاقة والقيام بالواجب هي امتحان لكل من في قلبه ذرة من إيمان أو نخوة أو مروءة أو إنسانية.
‎فليعلم الكل أن التاريخ لن يرحم، والأجيال لن تنسى.
‎اللهم ألا هل بلغت !؟

نواكشوط في يوم الجمعة 27 يوليو 2025
السيد ولد الغيلاني
-المدعي العام لدي المحكمة العليا بموريتانيا سابقا
-رئيس المحكمة العليا بموريتانيا سابقا
-رئيس الهيئة القضائية لإتحاد المغرب العربي ساقا