لا وقت للعبث... فالرئيس بدأ لتوّه معركة البناء بقلم محمد افو

في خضمّ الزخم الذي تعيشه موريتانيا اليوم، من مشاريع عملاقة، وتحولات اقتصادية واعدة، ورؤية دولة بدأت تترسخ على أسس متينة… يخرج علينا بعض المتربصين بمحاولة حرف البوصلة، وتقديم حديثٍ سابقٍ لأوانه عن مرحلة ما بعد 2029، وكأننا انتهينا لتوّنا من مأمورية لا تزال في بدايتها.

إنّ هذه المساحة الزمنية التي تفصلنا عن نهاية العهدة الحالية ليست فراغًا سياسيًا يُملأ بالتكهنات، بل هي فسحة عملٍ كثيفٍ تتطلب من الجميع استحضار الجدية والوفاء للبرامج والتعهدات التي التزم بها رئيس الجمهورية أمام شعبه، والتي بُوشِر تنفيذها منذ الأسابيع الأولى للمأمورية، عبر سلسلة من المشاريع التنموية الطموحة، والخطط الاستراتيجية التي تطال البنية التحتية، والخدمات الأساسية، وإصلاح الإدارة، وتعزيز الحوكمة.
إن صرفٌ الأنظار عن اللحظة التاريخية التي تعيشها البلاد، وعن مناخ الثقة الذي بدأ يتعزز بين الدولة والمواطن، في ظل مقاربة تقوم على القرب من الناس، والاستماع لانشغالاتهم، والعمل على ترجمة تطلعاتهم في واقع ملموس ، لا يصدر عن من آمنوا حقا بمشروع فخامة الرئيس وخدموه بإخلاص وتفان ، وإنما عن من يعبثون بالوعي العام وتؤسفهم الثقة التي منح الشعب الموريتاني لفخامة الرئيس وبداية مشوار جديد حافل بالطموح للوطن .

وليس خافيًا على أحد أنّ لهذا النظام رجالًا ونساءً آمنوا بالمشروع الوطني الذي يقوده الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني، وسخروا كل جهودهم لخدمته بإخلاص واحتراف. هؤلاء لا يشغلهم التنافس الشخصي، ولا تحركهم حسابات المواقع، لأن غايتهم واضحة: نجاح هذا المشروع ومواصلة ما أسس له الرئيس من إصلاحات عميقة في مأموريته الأولى.

أما ما يُروّج له البعض عن طموحات سياسية لأعوان الرئيس، فليست سوى محاولات يائسة لتشتيت الانتباه عن ثورة الإنجاز، والتقليل من وقع التحول الذي بدأت تشهده البلاد على أكثر من صعيد. فالواقع أن الجميع - من داخل النظام وخارجه - يدرك أن السياق لا يحتمل التلهي بالأوهام والأراجيف .
ومن يملك ترف القفز على الزمن، بينما الورشات مفتوحة، والجبهات متعددة، عليه أن يدرك أن اليوم هو بداية مرحلة وليس نهاية أخرى ، وأن مشروع فخامة رئيس الجمهورية وطموحه للوطن هو الشغل الشاغل ولا شغل غيره يشغل موالاته المؤمنة بأن المأمورية الثانية ليست شاغرا زمنيا يمكن تجاهله أو تجاوزه ، وأن لا وقت لحديث غير بذل الجهود لمساندة النظام في مشواره الذي لا يزال في بداياته .

محمد افو