
من أهم دواعى مصلحة هذا الوطن التمسك بالهوية،سواءً فى بعدها الديني أو القومي،فلا استقرار دون العمل العميق على التشبث بمبادئنا الإسلامية،عقيدة و سلوكا و معاملات،و ينبغى أن نوقن بأن الجمهورية الإسلامية لا تعنى مجرد شعار.
فلنطبق الشرع الإسلامي فى واقعنا كأفراد و مجموعات و دولة.
و المواطن جدير به وعي أن الاستقرار فى بعده الاجتماعي و السياسي لا يخدم الدولة وحدها،و إنما هو حاجة فردية و مجتمعية،قبل أن تكون غاية سياسية بالمعنى الضيق،و من هذا الوجه العمل من أجل الاستقرار مسؤولية الجميع.
و المطالبة بالإنصاف لا تناقض خدمة الاستقرار،و من أجل تسهيل بث روح الرضا و الانسجام و التعايش الإيجابي علينا تكريس الإنصاف فى مختلف الأوجه،و على ذوى النفوذ وعي ضرورة التوازن فى تقسيم البيضة العمومية فى جميع أبعادها المعنوية و المادية،و ما سوى ذلك ينشر الشعور بالظلم و هو منفر و مشوش على الطابع الوحدوي،للدولة و المجتمع.
و فى هذه الأيام ستقبل الدولة على التنمية الجهوية،فى جو يرتاح فيه الجميع لهذا التوجه لخدمة حاجات الداخل،و ذلك وسط أصوات تطالب بعدم إيثار البعض دون مبرر،مقابل التقليل من نصيب آخرين،كما لوحظ استمرار مطالبة بعض أطر الدولة بتحويل شعار الإنصاف إلى واقع،فكلما نشرت إعادة هيكلة إحدى الوزارات يدعى البعض بعض بصمات التأثير الخصوصي،و هي حالات يصعب التخلص التام منها،و لكن السلطات العليا ينبغى أن تتذكر باستمرار أن التوازن فى التعيينات هو الآخر من أهم دواعى الانسجام و اختفاء التوتر فى المشهد السياسي.
فلماذا تتواصل التعيينات و الامتيازات فى أوساط مقربة بينما يتواصل نسيان البعض و كأنهم خارج الحساب و سياسة إعادة الاعتبار؟!.
و يبدو أن النظام يعمل على تهيئة الاجواء للحوار المرتقب و الرئيس و وزيره الأول يحضرون إجراءات تنموية و تعيينات واسعة ربما لتحقيق التقارب و الشعور بالإنصاف،لكن ولايات معينة مازال حظها أقل حظا و هو موضوع قابل للعلاج عبر التوازن فى هذه التعيينات،و حسب بعض المعلومات السعي جارى فى هذا الصدد الإيجابي،ليشعر الكل بالتساوى فى منافع دولته و فرصها المختلفة،بإذن الله،فالإنصاف و العدل هو سيد الاستقرار.
و لعل دعم النظام ضروري من باب تكريس و تعميق الاستقرار،فولي الأمر ما لم يصدرونه كفر بواح وجبت طاعته فى المعروف،لقوله ،صلى الله عليه و سلم،"إنما الطاعة فى المعروف"،و هذا الرئيس و نظامه يتمتعون بالقوة العمومية لفرض الأمن،و عل الصعيد الشخصي رئيسنا الحالي معروف بالحلم و لكل تجربة إنسانية إيجابيات و سلبيات،فلندعو لهجر السلبيات و عالجتها و ترسيخ الإيجابيات،بإذن الله.
و بهذا المنهج دون مغالاة فى الموالاة و لا المعارضة سيقى الجو السياسي الوطني فى تحسن،رغم أن لكل تجربة مصاعبها و تحدياتها و أوجه نجاحها.
بقلم عبد الفتاح ولد اعبيدن/