بصفتي كخبيرً أمنيً واستراتيجيً، لابد أن أدق ناقوس الخطر إزاء الوضعية الحرجة التي يمر بها وطني الغالي موريتانيا

بصفتي كخبيرً أمنيً واستراتيجيً، لابد أن أدق ناقوس الخطر إزاء الوضعية الحرجة التي يمر بها وطني الغالي موريتانيا، وهو يواجه تحديات مخلقة ودخيلة على وطننا والتي تمس من كينونتنا و أمننا القومي وإستقرار مجتمعنا.
إن الهجرة السرية لم تعد مجرد ظاهرة عابرة، بل تحولت إلى نزيف صامت ينهش من دولتنا التي أصبحت واحدة من محطات الهجرة السرية ،نظرا لموقعها الجغرافي .
أما ما يخص استيراد المخدرات وحبوب الهلوسة، فقد أصبح سرطانًا متغلغلًا في جسد الأمة، يستهدف العقول الناشئة، ويقوض أسس الدولة من الداخل، ناشرًا الفوضى والجريمة وتفكك الأسر.

ولعل الأخطر من ذلك كله، هو شبح العنصرية الذي يتسلل خفية بين مكونات المجتمع، مهددًا النسيج الوطني، وضاربًا قيم الوحدة والإنتماء في مقتل.
إذ لا يمكن لأي دولة أن تنهض أو تتماسك إذا زرعت الكراهية في أرضها، أو سمحت للفرقة أن تتسلل إلى أبنائها.
وفي خضم هذه التحديات الجسيمة، لا يسعني إلا أن أثمّن الجهود الكبيرة التي يبذلها فخامة رئيس الجمهورية، السيد محمد ولد الشيخ الغزواني، في سبيل بناء دولة قوية، متماسكة، وعادلة، تسير بخطى واثقة نحو النهضة والتنمية، وترسي دعائم الأمن والاستقرار في وجه رياح الفتن والمخاطر.
كما أتوجه بجزيل الشكر والتقدير إلى معالي وزير الداخلية السيد محمد أحمد ولد أحويرثي، ومعالي وزير الدفاع الوطني السيد حنن ولد سيدي، لما بذلاه وما زالا يبذلانه من جهود عظيمة ومخلصة في سبيل إستتباب الأمن والإستقرار، وحماية الحوزة الترابية من تهديدات الجماعات الإرهابية المسلحة والجريمة المنظمة العابرة للحدود.
كما لا يفوتني أيضا أن أثني بكل فخر
و إعتزاز على ما قدمه الفريق الركن الجنرال مختار بله شعبان من عطاء وقيادة متميزة خلال فترة توليه قيادة الأركان العامة للجيوش، حيث سجل بصمات واضحة في تعزيز جاهزية قواتنا المسلحة، كما أنه ترك خلفه مسؤولية جسيمة يُكمل حملها الفريق محمد فال الرايس، القائد الحالي للأركان العامة للجيوش، المعروف بحنكته وذكائه و فطنته اللامتناهيين متمنين له التوفيق والسداد في مواصلة مسيرة البناء والتطوير والدفاع عن الوطن.
كما أعرب عن عميق شكري و إمتنانني لقائد أركان الدرك الوطني على ما قام به خلال الفترة الأخيرة من تفكيك للشبكات الإجرامية التي تروج حبوب الهلوسة والمواد المخدرة والأدوية منتهية الصلاحية، في عملية نوعية أظهرت جاهزية ويقظة عناصر الدرك الوطني، وحرصهم الدائم على حماية صحة وأمن المواطن.
كما أشكر أيضا جميع أفراد قواتنا المسلحة الباسلة وقوات أمننا من ضباط وضباط صف و وكلاء على مايقومون به من عمل جبار وتفان في العمل قل نظيره .
وفي هذا السياق، لا يفوتني أن أشيد بالدور الهام الذي تقوم به اللجنة
الوطنية لمكافحة الإرهاب التابعة لديوان معالي الوزير الأول، والتي تعمل بإستراتيجية وطنية لمكافحة الإرهاب، والتنسيق بين مختلف الهيئات المعنية، لضبط الأوضاع الأمنية داخل البلاد.

وفي الختام، ؤ أكد أن النجاحات المحققة على الصعيد الأمني ليست وليدة الصدفة بل هي ثمرة لتضافر الجهود، والتعاون بين مختلف المؤسسات الوطنية، ووهو مما يعزز صدق الإنتماء لهذا الوطن العزيز، كما أعبر مرة عن شكري وتقديري لكل من يقف في وجه الإرهاب والجريمة والمساس بوحدتنا.
خدمةً وحبا للجمهورية الإسلامية الموريتانية.