جدلية الهوية...

محمدفاضل ولد عبداللطيف ليست لديه أي عقدة فقوية ولا أخرى دونية، لذلك حين روى قصة من أحداث طفولته، كان يدرك أنه لم  يعد ذلك الطفل الطبقي كما قال، ولم يعد ولد عبداللطيف الشرائحي، بل كان يمارس النقد الإجتماعي، بأسلوب صادم لأصحاب النفوس المشحونة…

في حالة الاحتقان والغضب تطفوا جدليّة الهوية وقوتها العكسية المدمرة، فيعتقد البعض أن الهوية الثقافة، تقابلها بالضرورة هوية عرقية، وهذا ما يفسر أن ولد عبداللطيف كان يعتقد أن لحراطين هم العبيد السابقين، وهذا خطأ يروج له محترفو السياسة الأباراتشيك التحريريون، الذين تحولوا إلى قوميين متطرفين في الوقت الذي كان من المفترض أنهم يحاربون العنصرية

فالعبيد السابقين يندمجون في مجتمع لحراطين، أو أهل لكصر كما يسمون في شمال أفريقيا، وذلك بعد تحررهم أو فرارهم من قبضة الإقطاعيين وملاك العبيد، فيجدون الحماية تارة وتارة يخفونهم ويتسترون عليهم، وككل سكان المدن يسهل والإندماج في مجتمع لحراطين مع مرور الوقت، مهذا لا يخص العبيد فقط، بل كذلك المطهدين من كل الأعراق الأخرى.

وهذه الأحلام والكوابيس المتعلقة بالهوية، والتي يميل إليها الشعوبيون منذ القدم، لأنها  ترضي البعض أو تثير رعبه…، 
ولد عبداللطيف كعينة من أبناء موريتانيا الذين تحرروا، وقرروا أن لا يظلوا أسرى لتك التعليم والتأثيرات السحرية المريحة، التي أثبت التاريخ بطلانها تجريبياً، قبل أن تكشف عن جوانبها القاسية .

كانت أوروبا ماقيل الحرب العالمية، تحاول بناء قوميات كيانية و إقتصاديات قومية، لكنها تأكدت أن الطريق مسدود في هذا الإتجاه اللاعقلاني، لذلك بدؤوا بالنداء بشعارات مثل العولمة والكوكبة، مبتعدة عن ما يسميه الباحثون بالضلال الذهني للمواطن

الضلال الذهني هو الذي دفع غلاة الهوتو الروانديين لارتكاب جرائمهم بإسم الهوية، وحركة الشياباس بالحراك للإعتراف بهويتهم كهنود دون بقية سكان المكسيك، والقوميين الهندوس الذين ينظرون إلى بقية الشعب الهندي كأعداء، بما فيهم السيخ والمسلمين والمسيحيين وأتباع بوذا …

كل تأجيج للعنصرية لابد له من إطار أخلاقي ومنطقي هوياتي، وفي الغالب يكون بالرجوع إلى الهويات الخاصة للشعب الواحد،، سواء كانت عقائدية أو قومية أو  إثنية. 
المدون سيداحمد ولد طفيل
تخياتي