ليس بإمكان إيران مجابهة أمريكا لأنها ببساطة منهكة اقتصاديا

ليس بإمكان إيران مجابهة أمريكا لأنها ببساطة منهكة اقتصاديا وعملتها في الحضيض فضلا عن تفوق أمريكا العسكري والتكنلوجي .

نعم بإمكانها أن تضر أمريكا عسكريا إذا امتلكت الجرأة لاستهداف قواعدها في المنطقة ، وتكلفة ذلك كبيرة جدا لأن أمريكا سترد بكل قوة وستسقط النظام في إيران إن لم يكن عسكريا فبالاحتجاجات الشعبية لأن الاقتصاد هو أمان الشعوب وليس التديُّن ، لذا شخصيا أرى أن إيران ستجنح إلى السلم أو على الأصح إلى "الاستسلام " وعليها أن تفعل ذلك وتنحو نحو اليابان لأجل شعبها ، إلى أن يحين الوقت المناسب ، فمهمة تحرير القدس وإخراج أمريكا من الشرق الأوسط مهمة جماعية وليس بمقدور أية دولة في الشرق الأوسط القيام بها ما لم تحصل على موقف موحد من جميع دول الشرق الأوسط وخاصة الدول الخليجية لأن بها أهم القواعد العسكرية الأمريكية في المنطقة ،وهي التي تدفع فواتير الحروب الأمريكية ، وهذه إحدى أهم نقاط القوة لدى أمريكا ولا توجد دولة أخرى تحظى بهذه الميزة فروسيا تدفع تكاليف الحرب ضد أوكرانيا على حساب اقتصادها وهي نتيجة لذلك منهكة اقتصاديا وكذلك الصين إذا أرادت التدخل ضد تايوان فإن ذلك سيكون على حساب اقتصادها .

أمريكا هي القوة الأكبر اقتصاديا وعسكريا في العالم وتقع على بعد آلاف الكيلومترات من أعدائها بينما هي بفضل قواعدها العسكرية المنتشرة في العالم وحاملات طائراتها تقع على بعد مئات الكيلومترات من أعدائها وقادرة على ضربهم بكل سهولة إذا ما نشبت حرب بينها وبينهم .

إن زوال إيران من خارطة الوجود ليس له كبير ضرر على العالم بينما سقوط أمريكا يعني انهيار الاقتصاد العالمي وانقطاع الأنترنت وانتشار الجهل والعالم نفسه لا يرغب ولا يتمنى سقوطها والعالم المقصود هي الدول الفاعلة في الكون وليس الهوامش .

نعم أمريكا قد تفقد الصدارة العالمية لصالح الصين لكن لا يمكنها أن تسقط أو تزول لأنها تقف على قدم العلم والعلم يرفع بيتا لا عماد له .

أما عن ما تفعله فينا أمريكا وإسرائيل من قتل وبطش خاصة ما نرى في غزة فإن سببه منا وفينا والآيات التالية تذكره بوضوح

۞ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَىٰ أَوْلِيَاءَ ۘ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ ۚ وَمَن يَتَوَلَّهُم مِّنكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ ۗ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ (51) فَتَرَى الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ يُسَارِعُونَ فِيهِمْ يَقُولُونَ نَخْشَىٰ أَن تُصِيبَنَا دَائِرَةٌ ۚ فَعَسَى اللَّهُ أَن يَأْتِيَ بِالْفَتْحِ أَوْ أَمْرٍ مِّنْ عِندِهِ فَيُصْبِحُوا عَلَىٰ مَا أَسَرُّوا فِي أَنفُسِهِمْ نَادِمِينَ .

في ظل موالاة بعضنا لليهود والنصارى وفي ظل مرض قلوب البعض وخشية البعض لا نملك نحن الضعفاء إلا أن نقول :

فعسى اللهُ أن يأتي بالفتح أو أمر من عنده فيصبحوا على ما أسرّوا في أنفسهم نادمين .

إنهم يرونه بعيدا ونراه قريبا .

ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين .