
الشيخ جاسم بن محمد آل ثاني (مؤسس دولة قطر): اشتهر بشجاعته وحنكته السياسية، حيث استطاع توحيد القبائل وحماية الحدود رغم الضغوط الإقليمية والدولية. قال في إحدى قصائده: “ويلومني العذّال على مطلب العُلا”: الشيخ جاسم يعبر عن عدم اكتراثه بلوم المنتقدين، إذ يرى أن سعيه لتحقيق أهدافه السامية والمجد الوطني يستحق التضحية، حتى لو واجه انتقادات. هذا البيت يعكس شخصيته القيادية وشجاعته في مواجهة التحديات لتحقيق طموحات بلاده. والمختار ولد جاي يرى في انتقاد البعض له وحديثهم عن استبداله مصدرا يقوي عزيمته ويرفع التحديات لتحقيق طموحات بلاده. حجم المسؤولية الملقاة على عاتقه أكبر من الالتفات إلى الوراء.
المسارالمهني : شغل المختار ولد جاي أول منصب له في الحكومة الموريتانية وعمره لا يتجاوز 25 عاما عندما كان مسؤولا عن نظام المعلومات حول سوق العمل، قبل تعيينه مستشارا لوزير التعليم، ثم مديرا عاما للضرائب، ثم وزيرا للمالية، ثم وزيرا للاقتصاد والمالية، ثم مديرا عاما للشركة الوطنية للصناعة والمناجم ثم مدير ديوان رئيس الجمهورية، في أغسطس 2024 عيّن وزيرا أول وهو المنصب الأعلى بعد رئاسة الدولة و الذي يشغله حتى اليوم.
التحديات : واجهته جملة من التحديات خلال مسيرته المهنية الأخيرة.
أبرزها: ضعف رسوخ دولة المؤسسات والحكامة: أشار في أحد الأيام إلى أن حداثة الدولة العصرية في موريتانيا تعيق تحول العقليات نحو احترام دولة القانون والمؤسسات، مما يؤدي إلى التهاون في المال العام وضعف الحكامة المحلية. قلة التنويع في الاقتصاد الموريتاني وضعف البنية التحتية، مما يحد من تحقيق إقلاع اقتصادي حقيقي.
المواردالبشرية : انتقد ضعف التعليم والتكوين المهني وعدم مواءمته مع سوق العمل، إضافة إلى العقليات التي لا تقدر قيمة العمل. العقليات البائدة والصور النمطية التي تُضعف الانسجام الاجتماعي، مما يعزز الفجوات الاقتصادية والاجتماعية فضلا عن وتحديدات العولمة والإرهاب والحروب الإقليمية التي تؤثر على استقرار البلاد، رغم نجاح استراتيجية الأمن في الحد من المخاطر.
استراتيجيةالعمل : بعد تعيين المختار ولد أجاي وزيرًا أول في أغسطس 2024، وضع عدة خطط وأولويات لتحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية في موريتانيا، أبرزها:
أولا تسريع إنجاز المشاريع الكبرى : ركز على دفع تنفيذ المشاريع التنموية الكبرى المتأخرة لتعزيز البنية التحتية وتحفيز الاقتصاد.
ثانياتطوير قطاع المنتجات الحيوانية : وضع خطة لتفعيل الدور التنموي للموريتانية للمنتجات الحيوانية، بهدف تحسين الإنتاج المحلي وزيادة القيمة الاقتصادية لهذا القطاع.
ثالثاتعزيز السياسة العامة : قدم إعلان السياسة العامة للحكومة أمام البرلمان، متضمنًا رؤية شاملة لتحقيق أهداف التنمية المستدامة وتحسين الخدمات العامة
حصيلةالإنجازات في أول مثول له أمام البرلمان، تعهد الوزير الأول بإكمال 13 مشروعًا قبل نهاية العام، إضافة إلى إطلاق 8 مشاريع أخرى بعد ستة أشهر فقط كانت 9 مشاريع من أصل 13 مشروع كا قد أنجزت بشكل كامل، و3 مشاريع قيد الإنجاز بينما مشروع واحد فقط في طور التنفيذ، بمعنى أت نسبة الإنجاز حتى تقارب 90% وهذا لا يعني فقط الالتزام بتنفيذ المشاريع بل سرعة تنفيذها، وهذه بعض هذه المشاريع:
1.إعادة تشغيل مصنع الألبان في النعمة: المشروع أُنجز وأصبح في الخدمة.
2-إكمال تهيئة وتشغيل مزرعة إنتاج الحليب النموذجية في تمبدغة: المشروع أُنجز
3-تشغيل محطة تحلية المياه في نواذيبو: أُنجز المشروع بسعة 5000 متر مكعب.
4-إنهاء الأشغال في جسر الحي الساكن ودخوله الخدمة: المشروع أُنجز ويعمل الآن.
5-إنهاء الأشغال في جسر مدريد: أنجز.
6-تسلم مصنع معالجة النفايات والصرف الصحي في سوق السمك: المشروع أُنجز.
7-تجهيز وبدء استخدام مستشفى سيلبابي: المشروع أُنجز ويعمل.
8-تسلم توسعة المركز الوطني للتخصصات ودخولها الخدمة: أُنجز المشروع.
9-إكمال مشروع كهربة المناطق الزراعية في الضفة: المشروع أُنجز بالكامل.
هذه الحصيلة الغير كافية بطبيعة الحال لكنها مرضية وفي الوقت الوجيز و تعكس التزام وكفاءة المختار ولد جاسةي، وتُثبت أن اختياره لم يكن بمحض الصدفة بل كان عن دراسة ونظرة ثاقبة لنباهة الرجل وقوّة إرادته، لولا أن هناك مثبطات وعوامل إعاقة في أجنحة السلطة لا تريد لول اجاي أن ينجح لكانت الحصيلة أكبر بكثير وأعم على الإطلاق مما يبعث الأمل في مشروع تنمية العاصمة نواكشوط بميزانية قدرها 50 مليار أوقية، مع جدول زمني صارم لا يتجاوز 16 شهرًا ونحن ننتظر نتائج هذه التجربة الجديدة.
برامج_تنموية_عملاقة : المختار ولد جاي الذي وضع استراتيجية جديدة لمكافحة الفساد وتعزيز الرقابة، وتنمية الاقتصاد الوطني، هو نفسه الذي أعلن عن تنمية نواكشوط بمبلغ 50 مليار أوقية قديمة، وانطلقت الأعمال لتنفيذ ذلك، وهو نفسه الذي صادق له مجلس الوزراء برئاسة الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني على إطلاق برنامج تنموي استعجالي بقيمة 660 مليون دولار أمريكي (26 مليار أوقية جديدة) لتطوير ولايات الداخل. يهدف البرنامج إلى تعزيز التنمية وتسريع تنفيذ مشاريع حيوية استجابةً لمطالب المواطنين خلال جولات رئيس الجمهورية في المناطق الداخلية.
مكونات البرنامج : الصحة: تخصيص 80 مليار أوقية قديمة. التعليم: 70 مليار أوقية قديمة. المياه، الزراعة، الكهرباء، وفك العزلة: دعم مالي لهذه القطاعات. تنمية الثروة الحيوانية والشباب: دعم المشاريع المتعلقة بالموارد الحيوانية وريادة الأعمال. مدة تنفيذ البرنامج تمتد لـ30 شهرًا، ومن المقرر أن يبدأ التنفيذ الفعلي في الأسبوع الثالث من مايو القادم.
أعتقد أن الذي يضع الاستراتيجيات ويحدد الأهداف ويحقق النجاح المطلوب لا يتحدث عن إقالته إلا المفلسون وأصحاب الصراعات السياسية والجهاتية ولد جاي من الشخصيات التي اختبرها الرئيس عن قرب في ملفات حساسة وصعبة، معروف بذكائه وقدرته على تنفيذ رؤية الرئيس، مما جعله الخيار الأمثل لتنسيق العمل الحكومي في مرحلة حساسة من حكم غزواني، الأمور تسير في مسار منتظم يعززه التحسن في بعض المجالات ، والحكمة تقتضي الاحتفاظ بالربّان الحالي حتى نعبر إلى برً الأمان.
سلطان البان
05-04-2025
LONDON
