تتبعت عبر بعض صفحات الاخبار ووقعت على نقل مباشر لتشيع جثمان رجل الثقافة والاعلام والديبلوماسية الوزير المثقف الخلوق المتواضع وزير خارجية المغرب السابق الاستاذ محمد بن عيسى الذى جعل من قريته الصغيرة اصيلة فى الشمال المغربى ملتقى للثقافة والفكر والاعلام واستقطب لمهرجانها العديد من الشخصيات العلمية .
للاسف لم اشارك فى اية دورة من دورات أصيلة بالرغم من توصلى بدعوة منه رحمه الله تزامنت مع ظروف خاصة.
اول ماعرفت المرحوم بن عيسى كان سنة 87 وقد قدم لتدشين المركز الثقافى المغربى وانا حينها الشاب العضو فى اللجنة الثقافية لجمعية غرناطة للثقافة والآداب والفنون
.
حصل لى الشرف ان تقدمت اليه بالسلام فبادلنى السلام بكل لطف وتواضع.. قلت له تابعنا فى الافتتاح شاعرة من المغرب نرغب فى ان نستضيفها فى المنبر الادبى للجمعية ..
أخذ بيدى واتجه بى اليها وقال لها: ..استجيبى لهذا الشباب فهو يذكرنى بمبادراتى الثقافية لما كنت شابا مثله... استجابت الشاعرة فورا للدعوة واسمها على ما اذكر مليكه العاصمى ..
أنعشت امسية شعرية فى منبر الجمعية بدار الشباب الجديدة و على ما اذكر شارك فيها الشاعر الكبير ناجى محمد لامام شفاه الله والشاعر محمد ولد عبدى رحمه الله وشعراء'آخرين..
كما أذكر ان قصيدتها الحرة وكانت تحت عنوان : زلزلة من تحت قرن ثور احدثت ضجة فى الساحة الأدبية آنذاك خاصة من تلاميذة الفراهدى..
بعد ذلك فى سنة 2000 التقيت معالى الوزير بن عيسى فى طنجة وكان معى مجموعة من الصحفيين تمت دعوتنا من وزارة الاعلام المغربية..
بين يديه فى هذا اللقاء نسخة اهديتها اليه من صحيفة اقلام وتصدر حينها عن التكتل الصحفى المستقل الذى انتخبت لرئاسة مجلس ادارته وكانت صحيفة اقلام اول مبادرة لتجميع عدة صحف وطنية فى صحيفة واحدة تصدر بشكل يومى..لكن للأسف لم تستمر المبادرة ..
ومما اذكر فى اللقاء انه اعجب بالصحيفة وبمحتواها..ووعدنى بمقابلة خاصة لكن سفرا طارئا لم يسمح بإجرائها ..
بن عيسى رحمه الله لم تشغله كل الوظائف الوطنية والدولية التى شغلها بما فيها وزارة الخارجية المغربية عن خدمة الفكر والثقافة وظل متشبثا باللقاء الثقافى السنوى فى مدينته اصيلة ..المدينة الوديعة التى انتقلت بفعل حياتها الثقافية التى بدات بوسائله الخاصة قبل ان يامر الملك المثقف الحسن الثانى رحمه الله بتقديم الدعم الكامل الى ملتقى اصيلة الثقافى السنوى وقد اصبح ملتقى دوليا لكل الثقافات العالمية...
محمد بن عيسى رحمه الله كان رجلا من طينة الكبار.
معى فى الصورة
حبيب ولد محفوظ رحمه الله
شيخنا ولد الننى
عبد الله محمدى
محمد الامين ولد اباه
والصحفى المغربى المشهور على انوزلا
