
نص الرسالة :
الحمد لله
فخامة الأخ في الدين الخالد وفِي الوطن الكبير الاستاذ المختار ولد داداه رئيس وزراء الجمهورية الاسلامية الموريتاتية دام عزه آمين
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته وبعد،
فانه يطيب لي ان انتهز فرصة عودة مواطنكم الكريم السيد الداه (بن محمد عبد الرحيم بن الطلبه) لأبعث الى فخامتكم هذه الرسالة العاجلة معبرا لسيادتكم عن مشاعري الطيبة وتمنياتي الحارة لكم كمسلم وكافريقي ولموريتانيا كدولة إسلامية أفريقية وأنها لمشاعر وتمنيات تسمو فوق مستوى الانفعال والادعاء وأنها لتنبعث من قرار مكين خصب بما شاء الله من معانٍ وتدفعها دوافع شريفة وقوية مستعصية على جميع الاراجيف التي يحاول أعداء الحق وانصار التفرقة المتاجرة بها غافلين عن طبيعة الجو الجديد النظيف في اوطاننا اليوم ..نعم!
اكتب الى سيادتكم اليوم لألفت نظركم الى حقيقة لا اعتقد انها تغيب عنكم وهي ان الإخوة الاسلامية والتضامن الأفريقي والتعاون المخلص لبناء مستقبلنا والتفاهم تفاهما يقطع الروافد عن المنابع التي يمتاح منها اعداء الحرية ؛ هذه مبادئ سامية وغايات نبيلة لكنها محفوفة بأعدائها الألداء من كل ناحية وانكم لتعلمون ان أولئك الأعداء لا يضعون السلاح الا اضطرارا وأنهم ليدركون تماما ما ستثمره العلاقات بيني وبينكم في شتى الميادين وبناء على ذلك خلعوا ربقة الدين والفضيلة في تزوير وحوك الاكاذيب في جانبي ويحكون عني لديكم قصصا خيالية لا أساس لها من الصحة كما ينقلون عنكم اخبارا مماثلة لا جرم ان ما يبلغهم عني مما يخالف الإخوة إنما هو من صنع الاستعمار ومحاولته اليائسة فانا ما اضمرت لكم سوءا قط وما قمت بنشاط ضدكم قط وما قلت في جانبكم سوءا قط ويعلم الله ان نظرتي للإسلام والمسلمين وزعماء افريقيا بعيدة عن هذه التفاهة كلما في الامر انني كنت أتمنى ولَم ازل ان تنجحوا في قيادة شعب موريتانيا بعيدين من فرنسا التي مهما ادعت فإنها لم تزل هي هي كما عرفناها دولة استعمارية بكلما تحمله الكلمة من معانٍ تمثلت في جرائمها بالجزائر وفي تونس اليوم وكنت أتمنى ولَم ازل ان تنجحوا في الإطاحة بعملاء فرنسا الذين لا يشعرون في أنفسهم باي شعور ودي نحو موريتانيا وكنت أتمنى ولَم ازل ان نراكم في موكب الأحرار في المغرب العربي والجامعة العربية ..نعم أتمنى بل أسعى للتقارب بين موريتانيا والمغرب ولدى الرئيس نكروما الخبر اليقين وعقيدتي انه ليس هناك مشكلة تستعصي على الحل مهما بلغت من التوتر والتأزم والله يعلم نيتي في هذه المساعي ؛ ولعل أنباء جولتي في العالم العربي قد بلغتكم فقد انهيت المرحلة الاولى من جولتي في العالم العربي الأفريقي فقد زرت حتى الآن غانا ونيجيريا والجمهورية العربية المتحدة بإقليميها والعراق والأردن ولبنان زيارة رسمية وخلال تلك الجولة كنت اجيب كلما سئلت عنكم بما اعلم ويعلم الناس من تمسك بالاسلام وحرص على العلم واستعداد خصب للمساهمة في خدمة الاسلام ولغته الخالدة وان كلما عسى ان ينقم في الوضع عندكم إنما هو صنع فرنسا المتربصة.
سيادة الرئيس،
تلك لمحات خاطفة دونتها لكم من بعض ما يعتمل في نفسي على عجل وبودي لو تتاح لي فرصة الاجتماع بكم للمباحثة في قضايا مهمة وانا عندما اعبر عن هذه الرغبة فلا اجهل ما يكتنف منصب الرئاسة من ابروتوكولات ولكن لتعلموا دائماً ان عندي الاستعداد التام لهذا الاجتماع فانا الآن على وشك استئناف جولتي التالية الاسلامية الافريقية وسأبدأ بالمغرب تلبية لدعوة من الملك الحسن الثاني وذلك بعد احتفالي بعيد المولد النبوي ان شاء الله.
وفِي الختام أتمنى لسيادتكم دوام الصحة وقيادة شعب موريتانيا العربي ولبلدكم العزيز دوام العزة والتقدم والازدهار.
ابراهيم بن الحاج عبد الله التجاني.
كولخ في ١ أغسطس ١٩٦١م
من صفحة غلام التجاني